بقلم: أحمد عصام
كل ما فعله طارق سليم للاعبي الأهلي أنه وقف معهم في الأزمات، أصرّ على الحضور إلى النادي لمشاهدة التدريبات على كرسي متحرك لا يستطيع الكلام، فهو مصاب بتوابع جلطة، لكي يحث اللاعبين على التفاني من أجل الكيان والقلعة الحمراء والنادي الأهلي الذي صنع أسماءهم، وضرب أروع الأمثلة في الإنتماء وقوبلت أفعاله بالجحود من جانب لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وتجاهلوا جنازته على الرغم من ارتداء الشارات السوداء في مباراة الأمس والوقوف دقيقة حداد على أسطورة من أساطير القلعة الحمراء والذي ظل متفانيًا من أجل النادي ومن أجل اللاعبين أنفسهم والذي وقف بجانبهم في أصعب المواقف التي هاجمتهم فيها الجماهير نتيجة للتراخي وسوء الأداء.
ولم يكتف لاعبي الأهلي بالجحود وعدم حضور الجنازة، بل تجاوز الأمر ولم يكن الحزن إلا تمثليلة رخيصة ارتدوا الشارات السوداء ووقفوا دقيقة حداد فقط، وتعادلوا مع فريق الوداد بأداء مجموعة من الموظفين نسوا وتناسوا روح الفانلة الحمراء التي جعلت الفريق مميزًا ومقاتلاً للحظات الأخيرة وانطلقوا إلى ملذاتهم الخاصة، فذهب رباعي الأهلي حسام غالي ومحمد هاني وسعد سمير وصالح جمعة إلى الساحل الشمالي، وانطلق إكرامي إلى ساحل دبي ليقضي أجازته.
لاعبو الأهلي فقدوا تعاطف الجمهور على الرغم من الأداء المتواضع والخسائر المتتالية، والفرص المتضائلة للصعود إلى لدور نصف النهائي في بطولة أفريقيا إلا أن لاعبي الأهلي تركوا كل هذا خلف ظهرهم من أجل الاستمتاع بحياتهم، لم يشعروا بحرقة المُشجعين الذين فقدوا أعصابهم من أجل الأداء المتواضع لم يقدروا الجمهور الذي زحف خلفهم من كل مكان في مصر من أجل تشجيعهم حبًا في الكيان، لم يشعروا بالجماهير التي كادت أن تفقد حياتهم من أجل تشجيع الفريق بعد انقلاب الأتوبيس بالأمس حتى أن أحدهم كسر ظهره وكان في حالة خطيرة للغاية وقد يعيش طوال حياته من أجل النادي الأهلي.
ارتدى لاعبو الأهلي الشارات السوداء وعليها رقم 72 رمز شهداء النادي الأهلي في حادثة بورسعيد ولكنهم لم يقدموا الأداء الذي يستحقه جماهير فقدت حياتها من أجل كيان النادي الأهلي ومن أجل لاعبيه، حتى أن قائد الفريق حسام غالي لم يقم بواجباته كقائد للفريق ليقدّم جنازة الكابتن طارق سليم وذهب إلى الاستجمام في الساحل الشمالي عفوًا، فقدتم تعاطف الجمهور عندما فقدتم الانتماء إلى النادي الأهلي، إرحلوا أو اعتزلوا لنلعب بناشئين عندهم حب إلى النادي أكثر منكم.