بقلم - مسلي آل معمر
كان موقفًا صعبًا أن تواجه منافسك اللدود في ختام الموسم وهو يتوج بالبطولة، فالمؤشرات جميعا تنبئ أنه سيسيطر على الوضع في المدرج وداخل الملعب وأثناء المباراة وما بعدها. هل تقرر الاستسلام وتتنازل عن كل شيء لمصلحة الخصم أم تعلن التحدي وتحفظ كرامة وتاريخ الكيان الذي تقوده؟
لا أمل لك أيها النصراوي في ذلك اليوم إلا إعلان التحدي وعمل ما في وسعك للفوز في اللقاء وإفساد فرحة المنافس، عدا ذلك سيكون الوضع مأساويا وحزينا في مدرجك، مبادرة كهذه تحتاج إلى قائد ملهم، خبير في شحذ الهمم يتصدر الصفوف لمواجهة من هذا النوع بكل بسالة.
لكن رئيس النصر على أرض الواقع أكد الهزيمة وأعلن الاستسلام منذ أسر للمقربين منه أنه لن يحضر مباراة التتويج، ثم تبعه عدد من لاعبي الخبرة في الفريق، كان الأمر بمثابة الانسحاب وإعلان الهزيمة قبل المواجهة بأسبوع، فماذا يمكن أن تتوقع من الجنود إذا أعلن القائد وأركان الجيش الانسحاب؟
صحيح أن البطولة محسومة مسبقا، لكن التاريخ سجل أكبر هزيمة في تاريخ التنافس بين الفريقين، وهو الرقم الذي من الصعب أن يتكرر أو يسجل الرد عليه، أي الرقم القياسي طوال 60 عاما من التنافس بين العملاقين، وأعتقد أن هذه النتيجة قد ضربت المسمار الأخير في كرسي الرئيس المهتز، حتى وإن أصر على البقاء فإن العلاقة مع المدرج أصبحت في حكم المنتهية.
قلتها أثناء الموسم أن رحيل الرئيس مشكلة وبقاءه مشكلة، إذ قاد النادي إلى مرحلة اللا حلول، فلا البديل إذا ما توفر يستطيع التعامل مع سيل الديون الجارف، ولا بقاء الرئيس سيحل المشكلة، بل سيساهم في تضخم الديون أكثر وأكثر.
يقول بعض النصراويين الذين يهونون الأمر: أن إدارتي الشباب والاتحاد قد جاءتا للناديين وهما يعانيان من الديون، لكن ماهي النتيجة؟ لقد نتج عن ذلك المنع من تسجيل اللاعبين والخصم من النقاط، في قرارات صادرة من فيفا ثم التهديد بالهبوط، والمستقبل للأسف مذهل اكثر، فأندية النصر، الاتحاد والشباب، لا سبيل إلى حلول مشاكلها سوى تأمين مئات الملايين في خزائنها وأعتقد أن الكل ملايينه عزيزة عليه، خصوصا من لم يتسببوا في الديون المليونية، فليس من العقل ولا المنطق، أن يأتي رجل أعمال حتى يسدد ديونا لمؤسسة عامة بمئات الملايين، بينما يخرج المتسبب الحقيقي منها كما تنسل الشعرة من العجين، لذا دعونا ننتظر لعل السماء تمطر ذهبا، ويفك الله عوق هذا الثلاثي المكلوم!