بقلم - ناصر الجديع
ما أن انطلق الهلال بصدارة "دوري جميل" بفارق نقطي كبير وبدا للجميع أنه الأقرب والأوفر حظًا لخطف اللقب إلا وبدأ الإعلام الأغبر وشريحة من المأزومين بترديد إسطوانتهم القديمة للتقليل من أحقية الهلال من خلال التلميح حينًا والتصريح أحيانًا بأن دوري هذا العام كان الأضعف، وهو أمر كان متوقعًا، وردة فعل كانت منتظرة من كل من يعرف هؤلاء، ويعرف جيدًا تاريخهم وأساليبهم التي يتبعونها لمواساة أنفسهم ومساعدتها في التعايش مع سطوة "الزعيم" وبطولاته، عبر التشكيك فيها.
أما الحقيقة التي لا ينكرها العقلاء والمنصفون هي أن الهلال استطاع تحقيق لقب الدوري الأقوى والأصعب بين نسخ الدوري العشر الأخيرة على أقل تقدير، وأول وأبرز أدلة قوته وتميزه عن كل تلك النسخ هو استمرار منافسة أربعة فرق على اللقب، وبقاء حظوظها حسابيًا في الحصول عليه حتى قبل نهايته بثلاث جولات، وهو مالم يحدث في الدوري السعودي منذ زمن طويل، إضافةً إلى استمرار صراع القاع حسابيًا بين ستة فرق، حتى قبل نهايته بجولتين، وربما يمتد حتى آخر جولة!.
ومن أدلة قوة الدوري التقارب الكبير فنيًا بين جل أندية الدوري، من خلال النتائج القوية التي حققتها أندية القاع أمام أندية القمة، فشاهدنا الاتفاق وهو يكسب الهلال، والقادسية يهزم الأهلي والنصر بالأربعة والثلاثة ويعادله الهلال بصعوبة، والخليج وهو يكسب النصر ويتعادل مع الاتحاد، والباطن وهو يتفوق على النصر ويتعادل مع الأهلي، والفتح وهو يحرج بطل الدوري ذهابًا وإيابًا ويخسر منه في المرتين بهدفٍ قاتل!.
وفي دوري أبطال آسيا لازال التعاون سابع الدوري والفتح المهدد بالهبوط يحتفظان بحظوظهما في التأهّل إلى الدور ثمن النهائي، بعد أن قدما مستويات ونتائج مشرفة أمام فرق خليجية وآسيوية أكثر حضورًا وخبرة.
ومن دلائل قوة دوري هذا العام أنَّه شهد رقمًا قياسيًا في حضور الصافرة الأجنبية منذ إقرار تجربة الاستعانة بالحكم الأجنبي في نهائي كأس ولي العهد موسم 2004م، بـ33 مواجهة دورية، كان الهلال طرفًا في 14 منها حتى الآن، وكان لهذا الحضور دور بارز في التقليل بشكلٍ كبير وواضح من الأخطاء التحكيمية الكوارثية والمؤثرة التي ساهمت بها الصافرة المحلية في نسخٍ سابقة، وساهمت في أكثر من مناسبة في تغيير مسار نتائج المباريات وعدد من البطولات، كل هذه العوامل والحقائق تقودنا إلى حقيقة واحدة، وهي أنَّ دوري هذا العام كان الأقوى بين دوريات العقد الأخير على الأقل، وأنَّ الهلال حقق بكل جدارة لقب الدوري الأقوى، وهذا لا ينكره إلا من أدمن تعاطي الأكاذيب والأوهام التي تخفف عليه مرارة الحقيقة.