بطولة الخريف
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

بطولة الخريف

 فلسطين اليوم -

بطولة الخريف

بقلم : حسن البصري

تتغير الفصول، لكن لكل فصل بطله، قبل أن يمضي فصل الخريف وتتساقط أوراقه، تعلن هيئة الكرة عن اسم البطل الفخري، فيسعد أنصاره بلقب رمزي لا لون ولا رائحة ولا طعم له. يقول الراسخون في علم الكرة إنها بدعة وكل بدعة ضلالة، ويقسم المحللون بأغلظ إيمانهم أن اللقب الفخري نصف لقب ونصف سعادة، وربع حلم.

وحدها كرة القدم التي تمنحنا لقبًا في منتصف المشوار، وحين نصل إلى نهاية المطاف لا تعترف به وتعتبره مجرد أضغاث أحلام.. لكن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا في تسمية بطل منتصف الموسم الكروي، فهناك من يسميه بطل الخريف وهناك من يصر على تسميته ببطل الشتاء، وهناك من يلغي التسمية ويصدر بيانا يجعل فيه اللقب اختياريا كالنوافل.

أصبح "لقب" بطل الخريف موضع جدل ونزاع بين الجماهير المغربية، يقول الوداديون نحن المتوجون ويعلن الدكاليون أحقيتهم باللقب، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ميدان للتظاهر ضد لقب ممنوع من الصرف. قال رئيس فريق غير معني بالألقاب الخريفية والصيفية، موجها كلامه لمسيرين يتقاسمونه الانتماء لحزب بمرجعية دينية "لقب الخريف يا سادة يا كرام مجرد غثاء وهو الزبد الذي لا ينتفع به"، فردد خلفه أتباعه "آمين".

هناك إجماع على أن بطولة الشتاء لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن ما الجدوى منها إذا كانت عديمة النفع، ألا يستحق فريق راكم عددا منها منحة الجد والنشاط؟، أليس للمجتهد الذي لا يصيب أجر الاجتهاد؟.

أحد المدربين امتلك الجرأة الكافية ليضمن سيرته الذاتية عدد ألقاب الخريف التي فاز بها، حين شعر بفقر الألقاب، وكاد أن يحصي ضربات الجزاء التي أهدرها لاعبوه ويعد النقط التي حرمته من لقب افتراضي، بل إن فريق الرجاء البيضاوي سرح مدربه مولودوفان فور فوزه بلقب الخريف بداعي غياب الأداء الفرجوي، وحين عاد إلى بلاده قرر عدم التعاقد مع الفرق إلا بعد فصل الربيع كي يجني غلة السابقين.

ينام المدرب على وسادة بطولة الخريف فيصدق حكاية اللقب الفخري، فيمشي واثق الخطوة ملكا،، “ظالم الحسن شهي الكبرياء”، لكنه يستيقظ على صراخ الجماهير وشماتة الخصوم، فيطمئن رئيسه وهو يردد: يا حبيبي كل شيء بقضاء ..ما بأيدينا خلقنا تعساء.

في الموسم الماضي اضطرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى إصدار بيان للفصل في جدل بطولة الخريف، حين اشتد الصراع بين الوداديين والفتحين كل يدعي امتلاكه للقب كتب بماء سريع التبخر. لم تدم سعادة الرباطيين بالبطولة الرمزية سوى عشر دقائق قبل أن تحسم الجامعة في الأمر، ومع نهاية الموسم اكتشف الجميع زيف ألقاب منتصف العام.

لا يقتصر لقب الخريف على الكرة، فكثير من القطاعات تتوج أبطالها المزيفين خريفا وتكيل لهم الشتائم والسخرية صيفا، حصد عدد من السياسيين أصوات الناخبين في عز الخريف، وتزاحموا ليتراحموا تحت قبة البرلمان في الدورة الخريفية بجلاليبهم الموحدة، ولكن لا أحد يضمن لهم الظفر بلقب البطولة عند انتهاء الولاية البرلمانية، لأنهم آمنوا بأن مجلس النواب مجرد باحة استراحة لقيلولة على الهواء مباشرة. حقق الأمن أعلى نسبة إشادة في نهاية العام، وتمكن من حصد المجرمين وأشباه المجرمين في ليلة رأس السنة الميلادية، ولكن هذا الإنجاز لا يتيح له الظفر باللقب في نهاية الموسم.

وفي قطاع التعليم يتكدس التلاميذ في الحجرات فلا يخلفون الوعد مع لذة الخريف، قبل أن يضرب المعلمون ويتغيب الحوامل ويتنافس ما تبقى من نقابيين على الرخص الاستثنائية، في ما تتكفل العطل الدينية والوطنية والفصلية بوأد ما تبقى من موسم دراسي.

نحمد الله على نعمة قلم الرصاص، الذي يمنحنا دوما فرصا متجددة للتراجع والاستدراك، فالبطولات لا تكتب إلا بقلم على رأسه ممحاة.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطولة الخريف بطولة الخريف



GMT 15:58 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 15:57 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

طباخة السفير

GMT 18:51 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

على مسؤوليتي "لله يا جزائر"

GMT 15:52 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

مدرستي الحلوة

GMT 08:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

انتفاضة القبور

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday