طباخة السفير
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

طباخة السفير

 فلسطين اليوم -

طباخة السفير

بقلم : حسن البصري

قبل المباراة الحاسمة بين المنتخب المغربي ونظيره الإيفواري، وفي الوقت الذي كانت الديبلوماسية المغربية في أبيدجان تتأهب لاستقبال الحشود الجماهيرية القادمة من المغرب لدعم الفريق الوطني في مواجهة الفصل على أرض ملعب هوفيت بوانيي..

 تسللت من بيت السفير فضيحة كتبتها الصحافة الإيفوارية بحبر السخرية، ونشرت غسيلها صحافة "شاهد قبل الحذف"، بعد أن كشفت طباخة ممثل الديبلوماسية المغربية بالكوت ديفوار، ما تدعي أنها "نزوات" السفير وإصراره على أن تمارس غصبا عنها اختصاصات أخرى غير منصوص عليها في العقد، حيث تحولت إلى مدلكة تشرف على حصص مسائية للمساج وكأن السفير لاعب في فترة النقاهة. 

انتشر الشريط في الوقت الذي كان مدرب المنتخب المغربي يستعير خطبة طارق بن زياد، ويقول للاعبيه "الإقصاء وراءكم والفيلة أمامكم فليس لكم والله سوى التأهل أو الموت"، فاعتبرت تصريحات طباخة السفير "تشويشا" على الفريق الوطني.

تحدثت الصحف الإيفوارية عن الطباخ الذي رافق المنتخب المغربي إلى أبيدجان، وطالبت السفير بانتدابه بديلا للطباخة، ولو على سبيل الإعارة، وتبين أن صحافيي الكوت ديفوار يجيدون طبخ المقالات التي تحدث تشويشا على "أسود الأطلس" قبل موقعة أبيدجان، وصلت إلى حد نشر صور للسفير المغربي رفقة خليلته الإيفوارية في خلوة باريسية.

أصبح المنتخب المغربي جزءا من الديبلوماسية المغربية الموازية، لذا وجب تحصينه ضد كل ذبذبات التشويش التي تداهمه، لذا بات من الصعب على سفيرنا في أبيدجان تدبير التدفق الجماهيري المغربي، وأمام عينيه يتراقص طيف طباخة أفشت أسرار الدولة وفتحت طنجرة الفضيحة قبل موعد كروي حاسم.
أغلب السفراء يعانون من غارات طباخيهم، فحين كان المنتخب المغربي يواجه في التصفيات منتخب غينيا الاستوائية، كانت شابة من مريرت تجر ممثلين ديبلوماسيين مغاربة إلى المحكمة، بعد أن تعرضت الطباخة لتحرش ديبلوماسي رفيع. 

وحين كان فريق الدفاع الحسني الجديدي يخوض مباراة في مدغشقر، شعر أعضاء البعثة المغربية بحجم الجفاء بين السفير والسلطات الملغاشية، وبعد أيام دعي سفير آخر للقيام بعميلة إحماء استعدادا لخلافة السفير محمد عمار، قبل أن تصدر الخارجية المغربية بلاغ إحالة أوراق ممثل الديبلوماسية المغربية على جطو.

ليست كل طباخات سفرائنا يمارسن هواية "قلي السم" لمشغليهن، فهناك طباخات قادرات على تدبير أمور دولة. كل الصحافيين الذين رافقوا المنتخب الوطني إلى الغابون يعرفون الحاجة خديجة لهلالي، الطباخة التي تزوجت من وزير غابوني سابق، وفتحت بيتها في ليبروفيل ومطبخها للمشجعين المغاربة، كانت المرأة الستينية تصر على أن أقصر الطرق للوصول إلى قلب الرجل معدته، فما أن يملأها بالطعام الذي يحب حتى يجعلها تاجا على رأسه وملكة في مملكته. مع مرور الأيام تحول البيت إلى مقر لجمعية المغربيات ضحايا العنف، وأصبحت الطباخة نسخة مصادق عليها من "عائشة الشنا".

في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح استيراد وتصدير أسرار البيوت متاحا على الهواء مباشرة، ولم يعد المطبخ فضاء لإنتاج "الشهيوات" بل بؤرة توتر تستدعي الوقوف عندها صونا لكرامة الديبلوماسية المغربية خاصة في إفريقيا التي لا يمكن العودة إليها ورائحة الفضائح تنبعث من مطبخ سفرائنا.

يقول مثل سوري: "بتصير الشوربة ألذ إذا عطس الطباخ فوق الصحن"، وهو دليل على مكانته وعلى أهمية الصمت على بعض تجاوزاته، خاصة إذا كان يحمل جوازا ديبلوماسيا، لذا يكون الفرنسيون على حق حين يصفون شؤونهم الخاصة بعبارة "لاكويزين أنتيرن"، وفي كثير من حالات الخلاف بين السفير ومشغليه تتدخل وزارة الخارجية وتستدعي السفير للتشاور وفق التقاليد الديبلوماسية.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طباخة السفير طباخة السفير



GMT 09:42 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

GMT 15:19 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلام هو الخاسر الأكبر!!

GMT 12:04 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الواف لا يخاف

GMT 09:25 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعا صديقي العزيز

GMT 09:43 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الشيخ المُستفز

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday