الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

 فلسطين اليوم -

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

بقلم : عبد اللطيف المتوكل

كانت النتائج الإيجابية العابرة للمنتخب المغربي لكرة القدم، ولبعض الفرق بمثابة "الشجرة التي تخفي الغابة"، وتغطي على الواقع الحقيقي والمر للرياضة الوطنية، بتناقضاته وغرائبه، لكن هذا الدور لم يعد قائما، بعد أن سقطت هذه "الشجرة" وأصابها الوهن والعجز، حتى صارت غير قادرة على النهوض لتستمر في التغطية على الواقع الذي لا يرتفع!!.

فالإقصاء المخيب للمنتخب الوطني لكرة القدم من دور ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم في دورتها الحادية والثلاثين، تحت قيادة مدرب متمرس وصاحب تجربة في الفوز باللقب الأفريقي اسمه هيرفي رونار، يؤكد بما لا يدع مجالا للتردد أن المال وحده ليس مفتاحا لصنع الإنجازات، وأنه مجرد وسيلة لمعانقة تلك الإنجازات وتحقيق قفزات هامة على درب التقدم والتطور، شريطة أن تكون الاختيارات صحيحة ومنهجية التدبير ناجعة وحكيمة، وأن يكون العمل الميداني الجاد والمرتكز على رؤى صائبة وواقعية وطموحة سائدا ومهيمنا وأصداؤه مسموعة وملموسة.

هذا الإقصاء المخيب هو تحصيل حاصل لتوجهات وقرارات لم تكن وجيهة ولا منطقية، خصوصا مع انتفاء أسبابها الموضوعية.
لقد خرجنا من دور ربع النهاية، وعوض أن نسمع تحركات واجتماعات لتقييم المشاركة المغربية ووضعها في سياقها الصحيح والطبيعي، وجدنا أنفسنا أمام أخبار ملتبسة حول احتمال مغادرة رونار لمنصبه وحول الزيادة في راتبه الشهري، وكأنه يتولى مسؤوليته بشكل عشوائي، ودون عقد قانوني يحدد حقوقه وواجباته والهدف من التعاقد معه.

إن تجربة المدرب البلجيكي هوغو بروس مع منتخب الكاميرون، درس مفيد للقجع، ولكل من يتحمل مسؤولية تسيير كرة القدم الوطنية، فالمدرب الذي يسعى إلى صنع اسم لنفسه هو القادر على صنع الإنجازات، ويكفي أن نقلب دفاتر تاريخ كرة القدم الوطنية لنعرف أن الإنجازات الكبيرة تحققت مع مدربين غير معروفين، جاؤوا واشتغلوا بجد ومثابرة وتواضع فحالفهم النجاح ولمعت أسماؤهم مع المنتخب الوطني!!.

وإذا كانت جامعة كرة القدم محظوظة بمواردها المالية الكبيرة وبوضعها الاعتباري الوازن والاستثنائي، فإن السؤال الذي مازال يبحث عن جواب شاف، هو متى ستحظى هذه الجامعة بمكتب مديري (تنفيذي) متجانس ومنسجم وقوي وفعال، وبـ"عصبة احترافية" تضم أعضاء فاعلين ومؤثرين وحاملين لرؤى وقضايا ومشاريع داخل مكتبها التنفيذي، وبـ"عصبة للهواة" تتوفر فيها نفس المواصفات والخصائص والمزايا؟؟؟.

والمؤسف أكثر هو أن القاعدة المتمثلة في الفرق والعصب، ترفض أن تلعب أدوارها الإيجابية في المراقبة والنقد والتوجيه والاقتراح، بحكم انحصار اهتمامات مسيريها في ما هو ثانوي وذاتي، وافتقادهم لأفكار وآراء تسعى إلى خدمة المصلحة العامة لكرة القدم الوطنية.

وعندما تكون الفرق والعصب ضعيفة إلى هذا الحد، ولا تملك تصورات ولا مواقف شجاعة ومسؤولة، من الطبيعي جدا أن نجد بعض الأعضاء الجامعيين يتقنون "فن الحديث" وراء الستار، وفي الكواليس، ولا يملكون حتى القدرة على المطالبة بالتئام المكتب المديري ليناقش ويدرس مواضيع أساسية وذات صبغة ملحة، مثل تقييم حصيلة المشاركة في الـ"كان"، والجمع العام الذي أصبح في خبر "كان"، وترشح فوزي لقجع لعضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية، وما يتطلبه هذا الاختيار والتوجه من خطة فعالة ووسائل محكمة في الخطاب والإقناع واستمالة الأصوات، وفتح ملف الإدارة التقنية الوطنية التي تدار بطرق غامضة وعشوائية، للنقاش والمكاشفة، إلى جانب إثارة موضوع منتخب اللاعبين المحليين، والهدف الأساسي من كثرة تجمعاته التدريبية ومبارياته الإعدادية، إذا كانت أبواب المنتخب الأول موصدة في وجه لاعبيه بناء على أحكام ومواقف جاهزة...

هناك جامعات تحلم بأن تتاح لها إمكانيات مالية صغيرة مقارنة بما هو متاح لجامعة كرة القدم، لتدعم جمعياتها الرياضية بمنح مالية سنوية، وترافقها في تأهيل الملاعب والمنشآت الرياضية، ولتبعث الروح في أنشطتها ومسابقاتها، ولتجرب حظها مع التنافس العالي المستوى على الصعيدين الإفريقي والدولي، لكنها بدورها غير مالكة للقدرة على الكلام المباح والاحتجاج للمطالبة بنصيبها من "كعكعة" المال العام، ولو بحجة تصحيح المسار!!.

هذا التفاوت أو بتعبير أدق التمييز، هو من مظاهر تراجع الرياضة الوطنية وتخلفها من دورة أولمبية إلى أخرى، عن ركب العطاء والنجاح والتميز!!.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة



GMT 14:22 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

توضيح ملغوم لبنعطية…

GMT 16:02 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

لا تصدقوا الوديات

GMT 12:54 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

هزيمة أمام موريتانيا

GMT 14:41 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:57 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

طباخة السفير

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday