الشئ من الشئ
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

"الشئ من الشئ"..

 فلسطين اليوم -

الشئ من الشئ

بقلم :يونس الخراشي

هناك حقيقة مؤكدة في كرة القدم المغربية، والرياضة بشكل عام، وهي أن المسيرين الذين أسسوا لها تميزوا ببعد النظر، في حين تميز من جاء بعدهم بقلته، والذين بعدهم بانعدامه، إلى أن صارت الرياضة المغربية أقرب إلى "الشوهة"، منها إلى الإنجازات.

مثال ذلك أن من أسسوا فريقي الوداد والرجاء فعلوا على الأرجح في جلسات بسيطة للغاية، إما في مقهى، أو في بيت من البيوتات الخاصة، وكان همهم الأساس هو التحايل على المستعمر الفرنسي، بغرض السماح لأبناء الشعب أن يتريضوا، ويشكلوا شوكة في حلق الفرنسيين، حينها.

وهكذا، مثلا، كان هم محمد بنجلون، ومحمد بلحسن العفاني (الأب جيكو)، ليس هو صرف الكثير من المال لصناعة النجوم، بقدر ما كان همهما الأول هو تكوين فريق قوي، يبذلان له الجهود القصوى، وبقدر المستطاع، ليصنع فرح المغاربة، ويعطي الدليل على أنهم يستطيعون تدبير شؤونهم بأنفسهم، بعكس ما يقول المستعمر.

صحيح أن "الأب جيكو" رحمه الله خسر الكثير من أمواله على الوداد، ولكنه خلف في المقابل قوة ضاربة في المغرب، كان يحسب لها ألف حساب، وحين انتقل إلى الرجاء، صنع معه مدرسة كروية جديدة، وتسنى له أن يترك لكل الأجيال في ما بعد معلمتين كرويتين كبيرتين، تسهمان في تحريك مشاعر سكان الدار البيضاء، واقتصاد المدينة، نهاية كل أسبوع.
في وقت لاحق، وقد تطورت الحياة الرياضية في المغرب، مر بالمكتب المسير للفريقين البيضاويين رجال يختلف حسن تدبيرهم للأمور، غير أنهم حافظوا على التوزنات إلى حد ما، فكان التدبير المالي يبقى في الحدود المعقولة، من دون أن يؤدي وضعه، أيا كان، إلى تأثيرات أو تداعيات كبيرة جدا على الفريق من حيث هويته التقنية، أو سيرورته العادية.

طبعا هناك استثناءات، إذ أن رحيل المرحوم عبد الرزاق مكوار عن الوداد، مثلا، خلف رجة قوية في الفريق، وأدخله إلى نفق لم يخرج منه إلى اليوم، مثلما أن الرجاء عاش أزمة كبيرة، ولم يكن ممكنا إنقاذه منها إلا الاندماج بينه والأولمبيك البيضاوي، غير أن الأمور كانت في حدود المقبول، إلى أن جاء مسيرون من طينة أخرى، لا معرفة لهم بماضي الفريقين، ولا بمدى المعاناة التي قاساها السابقون للتأسيس، وللمحافظة على الوجود، فإذا بهم يخربون كل شيء.

هؤلاء المتأخرون في الوداد والرجاء، وفي البقية الباقية من الفرق المغربية، التي لم تندثر إلى اليوم، رغم ما تعيشه من احتضار طويل جدا، "تصرفوا" في ما بين أيديهم على اعتبار أنه يسهل صنعه، أو إعادة تركيبه، في حال تعرض للتلف، غير مدركين أنهم يلعبون بالنار، وأن ما يقدمون عليه من هدر للمال في ما لا ينفع، من تعاقدات خارقة، وصفقات مثيرة، ومعسكرات لا فائدة منها، سينتهي بإعلان الإفلاس.

صورة واحدة تلخص كل شيء، وهي التي ظهر فيها سعيد حسبان، الرئيس الجديد، للرجاء، وهو يعلن الإفلاس في فندق فخم بالدار البيضاء، وأمامه عشرات الميكروفونات، ألم يكن ممكنا أن يعلنه في مقر الفريق، ويؤدي راتب بعض مستخدميه بثمن كراء مقر الندوة بالفندق؟

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشئ من الشئ الشئ من الشئ



GMT 21:15 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

بوطيب أفضل من أوباميانغ

GMT 17:37 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أي مدن سيقترحها المغرب لاستضافة المونديال؟

GMT 20:53 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

اقبلوا اعتذارنا

GMT 18:23 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

الطالبي العلمي جعجعة بلا طحين

GMT 11:55 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

أزارو المظلوم

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday