الواف لا يخاف
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

الواف لا يخاف

 فلسطين اليوم -

الواف لا يخاف

بقلم: المهدي الحداد

«العود لّي تحكروا يعْميك» عنوان وملخص المربع الذهبي لكأس العرش، حيث المفاجأة الكبرى بإقصاء العملاقين الوداد والرجاء وتأهل بطولي لوداد فاس والنهضة البركانية إلى المباراة النهائية، في صورة جديدة معبرة عن غدر الكرة وتقلبها وعدم خضوعها للمنطق.

شاء القدر والحظ وكذا العزيمة أن يعبر البركانيون إلى المرحلة الختامية على حساب الوداد الذي أضاع التأشيرة بأقدام أوناجم والحداد، وأبى الحماس والشجاعة إلا أن يهديا الصغير وداد فاس هدية العمر من تحت مخالب النسر الرجاوي المتكبر والذي إستصغر خصمه فنال أشد العقاب.

الواف لقّن للرجاويين وللجميع درسا مباشرا في الإيمان بالذات والثقة بالنفس وعدم الخوف، وأظهر للكل أن التوفر على زاد الفتوة والرغبة والجرأة القتالية أفضل بكثير من التوفر على اللاعبين النجوم والمدرب العالمي والجمهور الخرافي، وأن المنطق والتكهن أكبر كذبة يمكن تصديقها في عالم كرة القدم، خصوصا في المواعيد الحاسمة والمباريات الفاصلة والمعارك القصيرة البعيدة عن مشوار البطولات الطويل.

مسابقات الكأس في دول العالم دائما ما تحمل المفاجآت المدوية التي لم يسلم منها حتى ريال مدريد بعظمته ضد فريق من الدرجة الرابعة، لكن ما حدث للرجاء البيضاوي بطنجة أمام الواف لم يكن ليحدث لولا إحتقار بعض لاعبي الفريق لممثل العاصمة العلمية، وبيعهم لجلده قبل إصطياده، وإيمانهم الأعمى بالمنطق والفوارق والفوز المؤكد.

شيء مؤسف وغير إحترافي أن يسقط العميد بدر بانون في تدوينة متسرعة وغير ناضجة بعد إنتهاء النصف الأول بين الوداد والنهضة بتأهل الأخير، يشمت بالغريم ويقصي مسبقا الواف، وينشر صورة لقلبين الأول برتقالي والثاني أخضر مع عبارة «إشتقت لرؤيتكم إخواني البركانيين»، في رسالة إنقلبت ضده وجرت عليه الويلات بعدما خاب ظنه وتهاوى بشكل مفاجئ ومحبط ضد الوداد الفاسي، الذي لم تزده مثل هذه الرسائل والتصريحات والثقة المبالغ فيها للرجاويين إلا إصرارا وتماسكا على تحويل المستحيل إلى ممكن.

الرجاء الذي خطط لحصد كل الألقاب هذا الموسم في الواجهات الأربع بدا صغيرا ضد الواف صغر فكر مدربه الإسباني غاريدو المحدود تكتيكيا، والذي يتحمل الكثير من المسؤولية في الإقصاء بخطة مثيرة للإستغراب وتغييرات غير مفهومة وأسلوب لعب مخالف تماما لنهج المدرسة الرجاوية، إلى جانب شرود بعض اللاعبين وتواضعهم وتأكيدهم أنه لا يقدرون على تحمل الضغط ولا يحضرون في المواعيد الكبيرة، وتغلب عليهم في جل الأوقات الغطرسة وعدم إحترام بعض الخصوم.

الإطار المجتهد والعصامي حسن أوغني نجح بتميز في قلب الطاولة وسجن النسر بعد قراءة دقيقة لأسلوب تحليقه وكيفية مهاجمته، وتمكن بطريقة عجيبة من شحن لاعبين الشباب للهجوم والصد والصمود حتى بلاعب مطرود، وأفلح في صفع غاريدو ونسوره في موقعة شمالية لم يتوقعها حامل اللقب بهذا السيناريو المشؤوم، ولم يتقبلها الجمهور البيضاوي الذي خرّبت فئة منه طائشة وهائجة مرافق ومدرجات ملعب طنجة الكبير سخطا على الطعنة الغادرة.

لهذا الإقصاء المر خسائر وآلام عميقة على الرجاء، لكنه يحمل فائدة مهمة وهي ضرورة الإستفاقة العاجلة والعودة بالأقدام إلى الأرض، قبل المباراة النهائية التاريخية ضد فيتا كلوب الكونغولي بعد أيام قليلة، لأن ما ينتظر النسور أشبه بالجحيم وخسارة ثاني لقب في شهر سيكون كارثيا لهذا الفريق الراغب في المصالحة مع الألقاب، أما ما ينتظر الوداد الفاسي بعد أسبوعين فهو بمثابة الحلم الرائع، تحقيقه غير ببعيد، لأن ما أظهره الواف من حماس وعزيمة وتكتيك يجعله يثق أكثر في قدرة الظفر باللقب الغالي، وصناعة المعجزة ودخول التاريخ كما فعل ذات يوم فريق مغمور إسمه مجد المدينة.


عن صحيفة المنتخب المغربية

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواف لا يخاف الواف لا يخاف



GMT 19:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 11:44 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 07:19 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 21:58 2019 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لماذا يكذب الزيات؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday