بقلم - أمير نبيل
قبل ما يزيد عن 10 أعوام لم يكن الكثير من الشباب لديهم شغف متابعات الكرة العالمية بقدر ما كان يشغلهم صراع الأهلي والزمالك المستمر وحرب الصفقات في كل موسم، بالإضافة إلى القضايا الجدالية في كل موسم مثل أخطاء التحكيم، وربما لم يكن الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المعنية بالرياضة العالمية بالقدر الذي عليه الآن، وبالتالي لم يكن غالبية الشباب – الأكثر متابعة للرياضة في فئات المجتمع – يشغلهم ما يحدث خارج نطاق الكرة المصرية كثيرًا.
غير أن السنوات العشر الأخيرة شهدت هجرة العقول المصرية بل والأنظار لمتابعة كرة حقيقية في الملاعب الأوروبية، على حساب المنتج المحلي الذي أصبح سلعة غير رائجة بين الأوساط الشبابية الساعية للابتعاد عن أجواء المشاكل و المصالح ومتابعة فقط كرة قدم جميلة دون تعقيد، فالأمر لا يتعلق فقط بفارق الإمكانيات الفنية بين ما نجده في الدوريات الأوروبية وما لدينا من منتج كروي محلي، بل أن كل ما يتعلق بالمنظومة هنا وهناك لا يخضع لأي شكل من أشكل المقارنة.
كنت أنتقد أحيانًا كثيرة من ليس لهم شأن بالكرة المصرية ويهتمون فقط بملاعب القارة العجوز، لكنني رأيت أن لديهم كل الحق في الهجرة العقلية والابتعاد عن الأزمات المتكررة التي لا تجد حلاً من إخراج ونقل تلفزيوني لتصريحات وعويل من مسؤولي أندية لأخطاء تحكيمية تتكرر بشكل مثير للدهشة بل وللشفقة أيضًا.
لم يعد لديّ ما أقنع به ذلك الشاب العشريني بأن منتج بلده أولى بالمتابعة فالفرق واضح للجميع، وأمامنا سنوات ضوئية لنضع أقدامنا على الطريق، فالآن تجد غالبية الشباب يعرفون تشكيل مباريات في الدوريات الإنجليزية والإسبانية ويحفظون أسماء اللاعبين عن ظهر قلب، بينما لا يعرف أحد موعد مباريات دورينا الحبيب.
ختامًا لست متشائمًا بطبعي لكنني لا أرى ذلك الضوء في آخر النفق المظلم بالنسبة لمستقبل الكرة المصرية من حيث التطور شكلاً ونوعًا ومضمونًا، وسنعود من جديد إلى نظرية "هذه هي القماشة الموجودة لدينا"!!