لقاء عاصف
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

"لقاء عاصف"..

 فلسطين اليوم -

لقاء عاصف

بقلم يونس الخراشي

ما أن وصلنا إلى فندق "رويال ريو" في كوباكابانا، وكان رائعا بحق، ويقع وسط المدينة تماما، في محيط يشبه شارع محمد الخامس وسط مدينة الدار البيضاء، حتى ذهبنا إلى لقاء خاص مع نور الدين بنعبد النبي، الكاتب العام للجنة الأولمبية الوطنية المغربية، في مقهى على الشاطئ.

وبينما راح النادل ينتظر طلباتنا، وكان ذلك بعد غذاء طيب في مطعم جميل، تحلقنا حول بنعبد النبي، ونحن على أهبة للاستماع إليه، واستفساره عن أمور عديدة لها صلة بالحضور المغربي الكارثي في الدورة الأولمبية المنتهية، ومصير الملاكم حسن سعادة، المتهم بالتحرش جنسيا بعاملتي نظافة برازيليتين، وعن وفد قافلة الرياضات الشاطئية، وعن مستقبل الرياضة المغربية بشكل عام، واللجنة الأولمبية نفسها.

منظر الرجل وهو يتحدث إلينا، وبعض الزملاء يقربون منه هواتفهم المحمولة ليسجلوا تصريحاته، دعا النادل إلى الابتعاد، ليفسح لنا المجال كي نتجاذب أطراف الحديث، إلى حين، سيما والنقاش يمتد بنا إلى البعيد، يجره كل منا إلى الأمام بسؤال محرج، ويدفعه بنعبد النبي دفعا بانفعاله الظاهر، وحنقه على ما يرى أنها مهازل رياضية لم يعد ممكنا السكوت عليها.

كان ذلك هو اللقاء الثالث، تقريبا، مع المسؤول المغربي؛ أولاها في مقر إقامتنا في فندق أوبسيون في منطقة بارا، وكان عاصفا بحق، كشف فيه الرجل النقاب عن أشياء لا تسر بشأن الرياضة المغربية، وتحدث بتفاؤل حذر عن قضية الملاكم سعادة، وثانيها كان في الباحة الدولية القرية الأولمبية، وتحدثنا مرة أخرى عن هموم رياضتنا، وضعف حضورها في الدورة الأولمبية، وعن أشياء أخرى.

أما ونحن على مشارف الانتهاء من اللقاء الثالث، فقد سألت بنعبد النبي عما إذا كان يعبر عن رأيه الخاص أم يشاطره في ذلك الرأي رئيس اللجنة الأولمبية، الذي هو الجنيرال دو كور دارمي حسني بنسليمان. 

صمت لبرهة قصيرة، ثم قال لي ما مفاده أنه رأيه الخاص فقط، لأن الرئيس، الذي سيرحل في نهاية السنة الحالية، في جمع عام استثنائي، عادة ما يطلب منه أن يبدي آراء وسطية معتدلة، ودائما ما يطلب منه أن يساعد الجامعات ما أمكنه ذلك.

فهمنا من اللهجة المنفعلة التي كان يتحدث بها بنعبد النبي، حينها، بأن ما كتبناه عقب لقاءينا الأول والثاني لم يرق لبعض رؤساء الجامعات، سيما تلك التي حضرت الألعاب الأولمبية، أو على الأقل البعض منها، فنقلوا، في ما يبدو، احتجاجاتهم إلى جهات معينة، وهي الشكاوى التي وصلت بطريقة ما إلى المصدر، فأراد أن يرد عليها هو أيضا، حتى تعرف الجهات التي يعنيها الأمر بأنه لم يقل ما قاله في المرتين السابقتين لغرض ما، بل لأنه كان يقول ما ينبغي أن يقال.

طال بنا ذلك اللقاء أكثر مما كنا نتوقع، حتى أعادنا إلى أجواء العمل التي ظننا أنها قد ولت لتترك لنا فسحة لاسترجاع الأنفاس، بعد أيام منهكة، ليلها كنهارها، لا مكان فيها سوى للجري وراء الخبر، والصورة، والحروف، ثم الويفي، بين حافلة وأخرى، وملعب وآخر، وقاعة وأخرى، ومحطة الحافلات والقرية الأولمبية والفندق، وهكذا دواليك.

في وقت من الأوقات، وكانت الأجواء هي نفسها من حولنا، كئيبة إلى حد ما، بفعل السحب الرمادية التي ملأت السماء من فوق رؤوسنا، وجعلت الشاطئ بجانبنا فارغا، إلا من بعض الرواد القلائل العاشقين لكرة القدم بخاصة، قررنا أن الوقت صار مناسبا كي ننسحب من المكان، أمام عيون غير عابئة للنادل، الذي كان منشغلا بعملاء آخرين، ولم يهتم لأمرنا بالمرة.

في الطريق نحو الفندق، ودون أي اتفاق مسبق في ما بيننا، بدا أن هناك رغبة لدى الجميع في زيارة لمونتي كريستو؛ أو جبل المسيح، وهو أشهر معلمة سياحية في ريو دي جانيرو، ويحج إليه كل سائح لغرض مشاهدة المدينة من فوق، والتقاط صور تبقى خالدة للذكرى، واقترح بعض الزملاء أن تكون الرحلة منظمة، في حين قال البعض إنها ستكون باهظة الثمن، ويمكن الذهاب إلى هناك عبر الحافلة بثمن زهيد.

ما وقع، في ما بعد، أن الوقت لم يسمح لأغلبنا بزيارة المونتي كريستو ولا أي مكان آخر، إذ اقتصرت الأغلبية من الزملاء على وسط المدينة، حيث بعض المحلات التي تبيع هدايا رمزية، ومعظمها تعود ملكيته للبنانيين، إذ ما إن كان بعضنا يبادر بالسؤال عن الأثمان حتى تنطلق العربية من الداخل، فيتغير كل شيء، وتمضي الأحاديث بشجونها إلى البعيد، حيث الدم العربي المستباح، رخيصا إلى أقصى حد.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء عاصف لقاء عاصف



GMT 11:25 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"السيما والكياص"

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

يوميات روسيا..22

GMT 07:12 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

رأي رياضي.."زيد أسيدي"..

GMT 09:57 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

يوميات روسيا 14

GMT 14:03 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

يوميات روسيا..4

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday