هل بمقدور الرئيس الأميركي إقبار الاتفاق النووي مع إيران
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

هل بمقدور الرئيس الأميركي إقبار الاتفاق النووي مع إيران؟

 فلسطين اليوم -

هل بمقدور الرئيس الأميركي إقبار الاتفاق النووي مع إيران

بقلم : صلاح الدين أركيبي

لا أحد يستطيع تجاهل الوتيرة السريعة التي يعمل بها الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، لتنفيذ وعوده الانتخابية المثيرة للجدل؛ فأبرز القرارات التي اتخذها، حتى الآن، بعد 20 يومًا من تعيينه، تتمثل في تقليصه قانون الرعاية الصحية، أو ما يعرف بـ"أوباما كير" تمهيدًا لإلغائه، وإعلانه عن "قانون حماية الأمة"، الذي يقضي بمنع مواطني سبع دول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وهي إيران، سورية، العراق، السودان، اليمن، ليبيا، والصومال، ثم توقيعه مرسومًا يقضي بإنشاء جدار عازل مع المكسيك.

لا شك أن سرعة تنفيد "ترامب" لوعوده تعطينا انطباعًا بأنه يعمل وفق استراتيجية مدروسة ومخطط لها، يحاول بلورتها على أرض الواقع، إلا أن تضارب تصريحات المسؤولين الأميركيين بخصوص القرارات الجديدة للرئيس تطرح أكثر من علامة استفهام، وتعطينا كذلك انطباعًا بغياب التنسيق بين صقور الإدارة الأميركية الجديدة.

ومع أن قرارات "ترامب" لاقت انتقادات شديدة على مستوى الداخل والخارج، وتلويحًا باللجوء إلى القضاء ضدها، إلا أن الرئيس الأميركي، على ما يبدو، سيمضي في تنفيد وعوده، التي لم يتبق منها سوى اقبار الاتفاق النووي مع ايران، وعدٌ تمني إسرائيل النفس بتحققه، ومعها بعض دول الخليج، والذين يرون فيها تهديدًا لأمنهم القومي.

وتشمل البنود الرئيسية في الاتفاق النووي مع إيران تقييد برنامجها النووي على المدى الطويل، مع وضع حد لتخصيب اليورانيوم، لا يتجاوز عتبة 3.67 %، وتحويل مفاعل "فوردو"، وهو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، إلى مركز لأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين، إلى 5060 جهازًا فقط، والسماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المواقع الإيرانية المشتبه فيها، ويشمل ذلك مواقع عسكرية، يتم الوصول إليها بالتنسيق مع الحكومة الإيرانية، بالإضافة إلى امتناع إيران عن بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل، والتزامها بعدم نقل المعدات من منشأة نووية إلى أخرى، لمدة 15 عامًا، مع حظر استيراد أجزاء يمكن استخدامها في برنامج إيران للصورايخ الباليستية، لمدة ثمان سنوات، كما يحظر عليها استيراد الأسلحة لمدة خمس سنوات.

 وستحصل إيران في المقابل على رفع للعقوبات الدولية المفروضة عليها بشكل تدريجي، بالتزامن مع وفاء طهران بالتزاماتها، كما ستتمكن من معاودة تصدير النفط بكامل طاقتها الإنتاجية، كما ينص الاتفاق أيضًا على التعاون بين الدول الكبرى وإيران في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.

صراحة من المبكر الجزم بإمكانية إقبار هذا الاتفاق، لأنه قرار ليس من السهل تنفيذه، وليس في يد الولايات المتحدة الأميركية وحدها، إذ سيضع الرئيس الأميركي في مواجهة مع حلفائه من الدول الغربية، والدول الراعية للاتفاق، والذين جرتهم الولايات المتحدة، في وقت سابق، إلى توقيعه، بعد مسلسل طويل من المفاوضات مع طهران، فدول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين والبرازيل والهند واليابان وكوريا الجنوبية سترى ذلك إخلالاً من الولايات المتحدة بالتزاماتها، ونوعًا من العمل الخارج عن القانون الدولي، وسيعارضونه بشدة.

إن وعد "ترامب" بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران وعد مبالغ فيه، فكيف يمكن للإدارة الأميركية إقبار اتفاق وقعت عليه مجموعة من الدول العظمى، وشهدت عليه كبرى دول العالم؟

فبمقدور الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فذلك شأنها الداخلي، إلا أن انسحابها لا يعني إقبار هذا الاتفاق الدولي، الذي وقعته العديد من الأطراف. ولهذا لن تجد الإدارة الأميركية الجديدة خيارًا آخر، في تعاملها مع الملف النووي الإيراني، سوى تشديد الخناق على طهران، وذلك بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها، إلى حين اتضاح سقف الخيارات المطروحة أمامها، في قادم الأيام، بما فيها خيار اللجوء إلى الحرب، والذي لن يكون من السهل عليها اتخاذه.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل بمقدور الرئيس الأميركي إقبار الاتفاق النووي مع إيران هل بمقدور الرئيس الأميركي إقبار الاتفاق النووي مع إيران



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday