ماذا سيربح المغرب من العودة إلى الاتحاد الأفريقي
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

ماذا سيربح المغرب من العودة إلى الاتحاد الأفريقي؟

 فلسطين اليوم -

ماذا سيربح المغرب من العودة إلى الاتحاد الأفريقي

بقلم : صلاح الدين أركيبي

بعد نحو ثلاثة عقود، يستعيد المغرب رسميًا مقعده في الاتحاد الأفريقي، بموافقة 39 دولة أفريقية، متجاوزًا تلثي أعضاء الاتحاد. أغلب الآراء أجمعت على أن الاتحاد، باعتباره مؤسسة تطمح إلى تعزيز دورها على الساحة الدولية، سيربح الكثير من هذه العودة، عودة رأى فيها البعض نصرًا سياسيًا للمغرب، واعتبرها البعض الآخر خطوة غير محسوبة النتائج، لكونها قد تمثل اعترافًا غير مباشر بـ"البوليساريو".

"كم هو جميل هذا اليوم الذي أعود فيه إلى البيت بعد طول غياب، كم هو جميل هذا اليوم الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذين أحبه"، بهذه الكلمات المؤثرة والعميقة، عبر العاهل المغربي على رمزية عوة المغرب إلى الحاضنة الأفريقية، مؤكدًا على استمرار المغرب في استراتيجيته القارية، الهادفة إلى جعل القارة السمراء قوة اقتصادية وسياسية ذات تأثير دولي.

إلا أن هنالك تساؤلات عديدة يثيرها البعض حول هذه العودة، فمادام المغرب قد غادر منظمة الوحدة الأفريقية بسبب "البوليساريو"، فما الأسباب التي تجعله يعود عن قراره بعد كل هذه المدة، وما الجدوى من هذه العودة، مادامت "البوليساريو" لازالت موجودة بهذه المنظمة؟ أكيد أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في أفريقيا، وفي العالم، لم تعد كما كانت عليه قبل ثلاثة عقود، وأكيد أيضًا أن المغرب أيقن عدم فعالية البقاء خارج بيته الأفريقي، خصوصًا وأن قوة الاتحاد الأفريقي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

إن خيار العودة، في تقدير مراقبين، يعبر عن أن الساسة المغاربة أيقنوا أن البقاء خارج هذه المنظمة القارية يعني استمرارها في دعم الطرف الآخر، فعودة المغرب إلى الاتحاد ستمكنه من الدفاع عن مغربية الصحراء من داخل أروقته، أو على الأقل سيحد من القرارات الأفريقية التي لا تصب في مصلحته.

فبهذه العودة، يريد المغرب أن لا يظل معزولاً عن عمقه الأفريقي، ويريد أيضًا أن يُسمع صوته داخل أروقة الاتحاد، لاسيما أن صوت "البوليساريو" هو الصوت الوحيد الذي كان مسموعًا. كما يريد أن يدفع بمسؤوليه إلى شغل مناصب مهمة داخل هذه المنظمة القارية، لكي يستطيع التأثير على مواقف الدول التي لا زالت تلزم الحياد، أو ليستميل تلك الدول التي لم تعبر عن موقف واضح من قضية الصحراء.

إن الجدال القانوني حول حدث عودة المغرب إلى الحاضنة الأفريقية لا زال مستمرًا، خاصة وأن قادة "البوليساريو"، ومن خلال تصريحاتهم الإعلامية، اعتبروه نصرًا سياسيًا لهم، واعترافًا ضمنيًا بكيانهم، لكن، وفق ملاحظين، فإن المغرب يحاول تصدير هذا الجدال إلى داخل أروقة الاتحاد نفسه، لعله ينتهي إما بالأخذ بما أخذت به منظمة التعاون الإسلامي، بعدم مناقشة هذه القضية داخل أروقتها، أو بتجميد عضوية "البوليساريو"، على اعتبار أن غالبية دول الاتحاد الأفريقي لا تعترف بهذا الكيان، أو على الأقل ضمان المغرب حياد هذه المنظمة، التي كانت قراراتها تصب في صالح أعداء الوحدة الترابية للمكلة المغربية.

وفي رأي كثيرين، فقد تبنى المغرب مقاربة واقعية وبراغماتية خلال اتخاذه خيار العودة، وذلك من ناحيتين، الأولى سياسية، يسعى من خلالها إلى ملء الفراغ الذي خلفه وراءه، جراء انسحابه من منظمة الوحدة الأفريقية، واستغلته "البوليساريو" وداعموها لصالحهم، والثانية اقتصادية، وتتمثل في محاولة ضمان الأرضية القانونية لمشاريعه الاستثمارية في أفريقيا، والتي يشرف عليها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وتنفذها كبرى الشركات المغربية.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيربح المغرب من العودة إلى الاتحاد الأفريقي ماذا سيربح المغرب من العودة إلى الاتحاد الأفريقي



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday