الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها
آخر تحديث GMT 00:34:36
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

"الثورة البيضاء" في وسائلها ونتائجها

 فلسطين اليوم -

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها

أحمد عبد الفتاح

أشرق صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 على هدير أصوات المتظاهرين الذين اتخذوا من ميدان التحرير قبلة لهم من كل حدب وصوب، بعد حالة من الشحن المعنوي سبقت هذا اليوم ومهدت له الثورة التونسية قبلها بأيام.

في مثل هذا اليوم منذ 5 أعوام كنت ذاهبًا لعملي في جريدة الشروق حينها، ولم أستطع ركوب وسيلة مواصلات لازدحام الشوارع بقوافل الثوار التي كانت تحط رحالها في ميدان العزة، سرت معهم مندهشًا من حجم الإقبال على دعوات التظاهر ضد نظام مستبد، ولم أكن أتوقع هذا الإصرار في عيون المشاركين نظرًا لعلمنا جميعا ببطش قوات "أمن مبارك"، فكان الحشد دافعًا لحشد أكبر يتزايد وينمو ككرة الثلج.

 

أنهيت عملي في هذا اليوم في الخامسة مساءً، وقادتني قدماي شوقًا إلى ميدان التحرير، وتساؤلات كثيرة تدور في رأسي في كل خطوة أخطوها نحو الهدف "التحرير والتحرر"، هل سننجح؟، هل سيتخلص المصريون من نظام فاسد استبد بالحكم وأراد تحويل مصر إلي مملكة يرث عرشها "مبارك الإبن"؟، لكن أنهار البشر التي كانت تسير نحوي أجابت عليها مسبقًا، ورددها الشباب، لن نترك الميدان حتى إسقاط النظام.

وصلت الميدان فوجدت أسرًا بأكملها أتت من محافظات عدة تشارك في يوم الزحف إلى الميدان، تحدثت مع بعض منهم بخاصة كبار السن، وسألتهم "ألا تخافون من رد فعل قوات الأمن؟" وردوا بإجابات تحمل إصرار الشباب "ليس لدينا ما نخسره، فإما ان نعيش بكرامة أو نموت فداء لحريتنا".

مع دقات الساعة 11 و55 دقيقة مساءً، كنت أقف بجوار الحاجز الأمني بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي التي طوقت الميدان، وقال أحد الضباط الذي ظهر على ملامحه استخفاف بكل ما يري "ياريت ياشباب تخلوا كبار السن يتركوا الميدان خلال 5 دقائق، وياريت كمان تمشوا معاهم لأن الساعة 12 هنخلي الميدان بالقوة"، رد عليه من سمعه بهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ووصل الهتاف إلي كل من في الميدان بشكل متتابع.

دقت الساعة 12، وانطلقت قنابل الغاز من كل اتجاه صوب المتظاهرين، مع سماع أصوات لطلقات الرصاص، حينها تحول سماء الميدان إلي ما يشبه السحابة البيضاء، دلف المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية ومنهم من دخل العمارات المطلة على الميدان وكنت منهم.

دخلت إلى العمارة رقم 13 ووجدت حارس العقار يفتح الباب للمتظاهرين ويدعوهم للدخول هربًا من جحافل الأمن المصحوبة بقنابل الغاز والعصي، وأعجبت بشهامة هذا الرجل لكن ذلك الإعجاب لم يدم طويلا، إذ اكتشفنا جميعا أنه سلمنا "تسليم أهالي" لمباحث أمن الدولة"، حينما قال لنا بضمير موجوع بعدما رأي كثرة عدد المغمي عليهم والمصابين "ياجماعة اللي يعرف يدخل شقة أو يهرب دلوقتي يجري بسرعة، أمن الدولة بلغني إنه جاي حالا"، حينها اقتحمت قوات الأمن المركزي وكنت في مواجهتهم، انهالوا علي بالضرب بالعصي وركزوا ضرباتهم على الرأس، وسمعت بعض الجنود يصرخون وهم مستمرون في الضرب"عايزين تخربوا البلد ياولاد ال....".

اقتادوني إلي ضابط بأمن الدولة يرتدي ملابس مدنية، ودار بيننا الحوار التالي:

الضابط: بتشتغل ايه يالا.

أنا: صحافي.

الضابط: فين كارنيه النقابة.

أنا: اتفضل.

الضابط: انت ضارب الكارنيه ده..وريني البطاقة.

أنا: خد البطاقة.

الضابط: وكمان ضارب البطاقة دانت وقعتك سوده.

وأمر جنوده باقيتادي إلي سيارة الترحيلات حينها استوقفنا لواء شرطة بزي ميري، وبدت عليه دهشة لم أفهم معناها سوي بعد لحظات، فسأل اللواء ضابط امن الدولة " مين ده الواد خلصان" فرد الضابط "ده منتحل صفة صحفي ومزور البطاقة"، فقال لهم "طيب سيبوه معايا"، سمعته حينها يتحدث مع أحد المارة ليصطحبني إلى أقرب مستشفى، وعندما سمعته وضعت يدي علي رأس فإذا بها امتلأت دمًا نتيجة جرح قطعي لم أشعر به من هول الموقف.

واصطحبني أحد زملائي بعدها لتحرير محضر بالواقعة وبعد تحقيقات النيابة تم وضع اسمي في قائمة المدعين بالحق المدني ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي.

كانت الثورة بيضاء في وسائلها وسلميتها تشهد علي ذلك، وحتى الآن لم أحصل أنا وغيري ممن قدموا حياتهم فداء لها وللوطن على حقوقهم ، فهل أصبحت الثورة بيضاء أيضًا في نتيجتها ؟!

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 فلسطين اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 17:22 2014 الإثنين ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شباب كفرنجة يواصل تنفيذ مبادرته "بهمتنا نزين بلدنا "

GMT 19:23 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

بريانكا شوبرا ونيك جوناس يحتفلان بزفافهما للمرة الثالثة

GMT 05:19 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الشوا يفتتح مكتب للبنك الإسلامي الفلسطيني في قباطية

GMT 03:31 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أكثر الفنادق الموجودة في جزر موريشيوس هدوءً

GMT 04:56 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

8 خدع سحرية ليدوم أحمر شفاهك طوال اليوم

GMT 23:25 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أمور مهمة تساعدك على الوقاية من الإصابة بجلطات الدم

GMT 23:16 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد حلمي يضع حدًا للأخبار التي تؤكد تدهور حالته الصحية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday