نابلس - فلسطين اليوم
بين حطام أثاث منزل عائلته في مخيم عسكر في نابلس، الذي عاث فيه جنود الاحتلال خرابا ودمارا، يبحث الطفل رامي محمد الصلاج، عمّا تبقى من ألعابه بين ملابس ومحتويات منزله المحطمة.
الصلاج ابن الثلاثة أعوام كان أحد الشهود على ما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي في منزل عائلته من دمار، حيث قال لـ"وفا"، إن جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة والهراوات أثاروا الرعب والخوف بين قاطني العمارة السكنية التي يعيشون فيها، واستجوبوه وشقيقه باسل (9 سنوات) عن وجود أسلحة في منزلهم قبل اعتقال عمه أحمد امجود صلاج (30 عاما).
يقول امجود صلاج لـ"وفا"، "داهمت قوات الاحتلال عمارتنا السكنية المكونة من أربعة طوابق في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، واقتحمت شقة عائلتي في الطابق الثالث الذي أسكن فيه برفقة ولدّي وعائلتيهما، كما اقتحمت بقية الطوابق التي يسكنها أشقائي، بعد تفجير مدخل العمارة والتسلل من السطح".
ويضيف أن قوات الاحتلال دمرت جميع محتويات منزله وقلبته رأسا على عقب، قبل أن تعتقل ابنه أحمد، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، كما صادرت القوات ثلاثة هواتف تعود للعائلة.
ولم تختلف مشاهد الدمار كثيرا في بقية الشقق التي يقطن فيها أشقاء امجود، ففي الطابق الذي يعلو شقته، يقطن شقيقه أسعد، الذي كان أول وجهة لاقتحام الاحتلال من جهة السطح في حين كان منزل شقيقه محمد في الطابق الأول مسرحا تركه الجنود شاهدا على بشاعتهم وإرهابهم.
وأوضح محمد الصلاج أن قوات الاحتلال فجرت الأبواب واقتحمت شقته، وأن أحد جنود الاحتلال اعتدى عليه بالسلاح على وجهه، في حين احتجز الجنود أفراد عائلته في غرفة واحدة، وكانت أسئلة الجنود تتمحور عن وجود أسلحة، إلا أن هدف التدمير كان واضحا في كل زاوية من زوايا المنزل.
في الشارع المقابل لمنزل عائلة الصلاج في مخيم عسكر، كان منزل عائلة الغول هدفا آخر لجرائم الاحتلال واستهدافه للمواطنين، حيث اقتحم الجنود المنزل المكون من ثلاثة شقق ودمروا محتوياتها وأثاروا الرعب بين النساء والأطفال، وفق ما أوضح محمد الغول.
وأضاف الغول أن جنود الاحتلال اعتدوا على والده المقعد قبل أن ينسحبوا من المنزل بعد تدمير محتوياته.
وشهدت مدينة نابلس ليلة ساخنة من المواجهات والاقتحامات، حيث أصيب ثمانية مواطنين برصاص قوات الاحتلال، فيما اعتقل تسعة آخرون على الأقل.
وقالت مصادر أمنية، إن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة فجرا، وداهمت عدة منازل في مخيمات بلاطة وعسكر والعين وقرية كفر قليل، وعاثت فيها فسادا وخرابا.
وذكرت المصادر أن ثمانية مواطنين أصيبوا برصاص الاحتلال الحي والمطاطي، وهم: عماد فتوح، وجبران بغدادي، وثائر خليل، وهشام جاد الله، ومجاهد خديش، وعبد الله فتوح، وأحمد شرقاوي، وكمال عمران، وإياد حشاش.
وقالت المصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت تسعة مواطنين وهم: علاء منصور، وورد أبو رزق، وأحمد صلاج، وشاهر النجمي، وماهر خطاب، ومحمد عبد الرحيم، ومحمد عيسى، وأكرم البيعة، ومحمد مشعل