قداس شهداء التاريخ

يدخل الأب إبراهيم نيروز راعي كنيسة القديس فيلبس في نابلس وكنيسة الراعي الصالح في رفيديا وحوله ثلاثة من الأطفال بلباس أبيض من بوابة كنيسة الراعي الصالح الأسقفية في رفيديا في نابلس يحملون الصليب للبدء بقداس شهداء التاريخ، وصلاة خاصة باستشهاد أطفال بيت لحم على يد هيرودوس قبل ألفي عام.

يتوجه أربعتهم إلى منصة الكنيسة التي زينت على جانبها شجرة الميلاد احتفالا بالأعياد المجيدة، وفي أطرافها أوقدت الشموع للبدء بتراتيل الصلاة، "صلاة الشهداء"، كما يقول الأب نيروز.

وتحيي الكنيسة في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام ذكرى أطفال بيت لحم الشهداء، الذين قتلهم هيرودوس بنية قتل الطفل يسوع وقتها، ولأنه لم يعرف أين هو ومن هو بين الأطفال، فكر بمذبحة جميع الأطفال الذكور حتى عمر السنتين، في بيت لحم ومحيطها.

"ونحن نستذكر هؤلاء الشهداء الأطفال نتذكر كل طفل قتل عبر صفحات التاريخ وإلى اليوم" يقول الأب نيروز وهو يردد الصلوات، ويشاركه العشرات من مسيحيي نابلس من الحاضرين.

ويرددون: "المجد لله، وعلى الأرض السلام وللإنسان المسرة"، ويكملون ترديد الصلوات الخاصة التي يمليها عليهم الأب، بصوت واحد وبذات الوتيرة والهدوء والسكينة.

"لكل عصر هيرودوس خاص به، فهو يخرج في كل عصر من العصور بشكل جديد وبأسلحة جديدة، يدمر مدينة بأكملها وأطفالا بحجة البحث عن واحد، فهل يمكن أن يكون الطفل عدوا؟"، يتساءل الأب نيروز.

ويقول: التاريخ يعيد نفسه كما حصل في غزة وغيرها من قتل للأطفال وتقطيعهم، فهم من دفع ثمنا لا يعلمون سببه شيئا.

وتحدث الأب نيروز عن جبروت هيرودوس وظلمه حيث قتل أبناءه وأبقى على واحد منهم حتى لا يتنازعوا من بعده على الملك، كما قتل زوجته، وعند يقينيه بأنه حين سيموت والناس ستحتفل من بعده، أمر بقتل ألف من الشخصيات لكي يعم الحداد بعد وفاته.

ولا يمكن لسامي خليل ورولا خليل من نابلس أن يسمحا بأن تضيع عليهما هذه الصلاة وفي كل عام، صلاة جميع الشهداء، وتقول الزوجة سمر: في كل عام أتأثر كثيرا لما يؤول إليه جميع الأطفال الشهداء، ونشعر من خلال الصلاة مع أهاليهم، ونصلي للجميع بأن يحفظ أطفالهم من كل سوء وشر.

ويكرر الأب نيروز خلال صلاته عدة مرات: "نصلي من أجل عالم يسوده السلام والسلم والأمن والأمان، لعل الله ينير القلوب والعقول والدروب، ويرحم البشرية من هيرودوس العصر، نصلي للمشرق العربي ليعيد نضارته ويعم السلام به، نصلي لكل أم وعائلة فقدت ابنها شهيدا، نصلي للمرضى والجميع".

ويتوجه كل من حضر إلى الكنيسة للسلام على بعضهم البعض، مع التمنيات بالسعادة والراحة، وفي نهاية الصلاة يتوجه كل واحد منهم لإيقاد شمعة واحدة تجسد وتعكس نور الحياة، وتؤكد أن كل شهيد يضيء دربا لغيره.

نقلًا عن "وفا"