المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، يوم الاثنين، وفدا من ابناء الطوائف المسيحية في مدينة عكا والقرى والبلدات المجاورة.وسار الوفد في طريق الالام في البلدة القديمة من القدس وصولا الى كنيسة القيامة، حيث اقيمت الصلاة من اجلهم وعلى نيتهم امام القبر المقدس كما كانت هنالك جولة للوفد داخل كنيسة القيامة ومن ثم استمعوا الى كلمة المطران الذي رحب بزيارة الوفد الاتي الينا من الجليل الاعلى.

وقال المطران في كلمته "ما احلى وما اجمل ان نلتقي معا وسويا في هذا الموسم المبارك وفي هذا المكان المقدس، وما احلى وما اجمل ان تسيروا في طريق الالام وفي هذا الاسبوع العظيم المقدس لكي تستذكروا ما قدمه الرب للانسانية ولكي تمجدوا السيد المسيح الذي اقتبل الموت من اجلنا ولكنه قام في اليوم الثالث منتصرا على الموت ومنيرا العالم بأسره بأنوار القيامة المجيدة، وافتخروا بانتماءكم للمسيحية التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة، فبلادنا هي ارض التجسد والفداء والقيامة والنور ، هي ارض المحبة والاخوة والسلام".

واوضح المطران ان الحضور المسيحي الفلسطيني في القدس مستهدف ومستباح كما هو حال كل الشعب ونسبة المسيحيين في فلسطين حسب الاحصائيات الرسمية لا تتجاوز الـ 1% وقد تراجعت اعداد المسيحيين بشكل مذهل خلال السنوات الاخيرة بسبب الهجرة المستمرة والمتواصلة والسبب يعود الى الاوضاع السياسية وحالة عدم الاستقرار والى عوامل اجتماعية وثقافية وغيرها ايضا ولكن هذا لا يعني ان الهجرة تطال المسيحيين فقط ولكنها تطال ايضا المسلمين ولكن نتائج هذه الهجرة تظهر عند المسيحيين اكثر لانهم اقل عددا.

وقال المطران للمسيحيين الفلسطينيين الصامدين والثابتين والباقين في هذه الارض أن يبقوا في بلدكم ولا تهاجروا وطنكم لانكم لن تجدوا مكانا اجمل من فلسطين في هذا العالم، داعيا الى الصمود والبقاء في هذه الارض فمن احب كنيسته وانتمى اليها ومن احب وطنه وارضه بقي فيها وضحى في سبيلها ولا يجوز لابناءنا ان يستسلموا وان يضعفوا امام هذه الاوضاع المأساوية التي نمر بها بل يجب ان نكون ثابتين اقوياء في ايماننا وفي انتماءنا الحقيقي لهذه الارض المقدسة.
وتابع "كلنا مستهدفون في هذه الارض المقدسة وكلنا يراد لنا ان نرحل من هذه الارض وان نتركها للمستوطنين الاتين الينا من مختلف ارجاء العالم لكي يستولوا على بلادنا وعلى مقدساتنا وعلى قدسنا التي يبتلعها الاحتلال يوما بعد يوم وقد شاهدتم اليوم بأم العين مشاهد مؤسفة ومحزنة لما يحدث في مدينتنا المقدسة التي تحولت الى ثكنة عسكرية بسبب الاعياد اليهودية والتي تمارس بحقها وبحق مقدساتها وابناءها ابشع الوسائل العنصرية والقمعية بهدف افراغ مدينة القدس من مكونها الفلسطيني الاصيل والعريق".

وطالب المطران ان يكون الشعب على قدر كبير من الوعي والحكمة والصدق والاستقامة في مواجهة سياسة التضليل التي نلمسها فظاهرة العملاء موجودة والطابور الخامس موجود وهنالك صفحات صفراء على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يجوز التعاطي معها اطلاقا لانها تنشر الكذب والافتراء والنفاق، موضحا "بالنسبة لهؤلاء ليس الاول من نيسان هو فقط يوم الكذب وانما كل ايام السنة هي ايام كذب وتضليل وتشويه للحقائق وقد بات هؤلاء معروفون واجنداتهم معروفة وقد اصبحوا مفضوحين اكثر مما يظنون ونعرف اسماءهم وبعضهم يلبس الثوب الوطني ولكنهم في الواقع هم عملاء ومرتزقة وخونة للكنيسة والوطن والقضية".

واكد على ان لن نتخلى عن قيمنا الايمانية ولن نتخلى عن صليبنا الذي سيبقى مرفوعا في سماء هذه الارض المقدسة، ولن نتخلى عن قيم المحبة والاخوة والرحمة والسلام التي ننادي بها دوما.

واوضح ان الرسالة ستبقى كمسيحيين في هذه الارض رسالة محبة واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان والمسيحيون والمسلمون الفلسطينيون مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى الى ان يوحدوا جهودهم دفاعا عن كرامتهم وحريتهم وحقوقهم المستباحة، قائلا "نحن اقوياء بوحدتنا واخوتنا ومحبتنا لبعضنا البعض.

ووضع الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس، واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد بعض المطبوعات الروحية لا سيما كتاب صلوات الاسبوع العظيم المقدس.