رام الله ـ فلسطين اليوم
في الذكرى العشرين لرحيل المناضل خالد الحسن 'أبو السعيد' أحد أبرز رجالات الرعيل المؤسس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وتزامنا مع الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، عقدت مفوضية العلاقات الدولية للحركة، مساء اليوم الاثنين، ندوة سياسية بعنوان: 'خالد حسن فكر الواقع والفهم المستنير'.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' نبيل شعث، خلال الندوة التي عقدت في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، 'نحن في مرحلة خطرة وحرجة وحاسمة في القضية الفلسطينية، وآن الأوان للبحث بصوت عال وبصدق أين الطريق للدولة وللعودة؟، أين الطريق للقدس؟، علينا العودة إلى فكر أبو السعيد'.
وأضاف أن 'الحسن جسد في فكره وأسلوبه حقيقة معنى حركة فتح، التي جلبت الأنظار إليها كحركة قيادية في التغيير العربي ككل'.
وأشار إلى أنه تعرف إلى الحسن أول مرة في كانون الثاني عام 1969 في القاهرة، خلال مؤتمر نصرة الشعوب، وطرح حينها مضمون الدولة الديمقراطية الفلسطينية، وكان حينها الحسن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأوضح أن مسيرة الحسن في العلاقات الدولية كان لها الأثر الكبير، فكان هنالك حوار في الحركة هل 'فتح' بحاجة إلى إعلام فقط؟، أم أيضا إلى علاقات دولية؟، فكان له العلاقات الوطيدة مع الخليج العربي خاصة الكويت والسعودية ولاحقا المغرب، وكانت علاقاته مع صانعي القرار وجندها لصالح القضية الفلسطينية.
وقال شعث إن أبو الحسن هو من خلق العلاقات بين المجلس الوطني والبرلمانات العالمية، ومنها بدأ التواصل مع الأحزاب الكبيرة في الدول، ومنها انتقل إلى صناع القرار لدعم الموقف الفلسطيني.
وأضاف أن تلك العلاقات الوطيدة كانت فاتحة لاعتراف السويد بفلسطين، وكذلك تصويت مجلس العموم البريطاني تقريبا بالإجماع لصالح الاعتراف بفلسطين، وتوصية حكومة بريطانيا بذلك، وتجنيد العديد من الأحزاب الأوروبية لصالح القضية الفلسطينية.
وتابع: 'أبو السعيد لم يكن معتدلا بل كان واقعيا، وهذا ما نحتاجه الآن، في ظل تحكم المستوطنين بـ60% من أراضي الضفة الغربية، وسلبهم لكافة مواردنا الطبيعية، ومحاولة سرقة الأقصى وتهويد القدس'.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية عباس زكي 'إن أصدقاء وأعداء أبو السعيد كانوا يقفون أمامه احتراما لشخصيته الفذة، وتقديرا لعمله وأسلوبه الفكري'.
من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة 'فتح' بكر أبو بكر، إنه 'لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه خالد الحسن في نسج العلاقات مع الدول الغربية في ظل انقسام المعسكرين الشرقي والغربي، وخاصة مع الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية'.
وأضاف أن 'الركائز في أسلوب فكر وعمل أبو الحسن هي؛ الحرية، والحوار، واعتزازه في العروبة، والإرادة، وأنماط التفكير التي خلصها إلى القضاء الفاصل، والفلسفي، والتفكير الماضوي'.
من ناحيته، قال مستشار الرئيس لشؤون منظمة التحرير أحمد عبد الرحمن إن التاريخ الفلسطيني هو الحافز والمحرك لاستمرارية النضال ويجب أن يبقى حاضرا فينا.
وأضاف أن أبو السعيد كان شخصية معروفة قبل انضمامه لصفوف حركة 'فتح'، وكان يملك عند جلوسه مع أحد، النظرة الشمولية والمفصلية ليقنع الآخر بآرائه وأفكاره.
وشدد عبد الرحمن على أهمية الاستمرار في قراءة التاريخ الذي صنع الحاضر ليكون لنا أول موطئ في أرضنا فلسطين.
من جهته، قال عضو المجلس الثوري للحركة عبد الله عبد الله إنه 'لا بد أن نتذكر قادتنا العظام وأن ننقل تجربتهم إلى الجيل الجديد، أمثال أبو الحسن الذي كان موقفه بالنسبة لفلسطين أرض يجب أن تعود كاملة بكافة مكوناتها'.
وأضاف أن 'العمل النضالي يبقى النبراس مهما كانت الظروف للمحافظة على شرعيتنا في كل فلسطين، كما أراد أبو الحسن الذي كان مهووسا في حق العودة لكافة اللاجئين الفلسطينيين'.
وأشار عبد الله إلى أن أبو الحسن 'كان مدركا أن فلسطين من دون عمقها العربي لا يمكن أن تصل، غير أنه كان ينظر إلى الاجتماعات العربية بأنها متأخرة ولا تحمل قرارات صارمة وواضحة، وأرادها دائما أن تكون فاعلة وتأخذ قرارات وتنفيذ وحدة القرار'.
ولد خالد الحسن (أبو السعيد) في مدينة حيفا عام 1928 لأسرة وطنية مسلمة احتضنت اجتماعات الشيخ عز الدين القسّام ورفاقه، وحصل على شهادة (المترك) من مدارس حيفا، ودرس الاقتصاد في لندن عام 1947. إلا أنه هجّر مع عائلته إثر النكبة عام 1948 إلى لبنان فـ سوريا ثم تفرّقوا في الشتات.
انضم أبو السعيد إلى العمل السياسي مع بدايات الثورة في عام 1965، وتبوأ منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين 1968 - 1974 وعمل مفوّضاً للتعبئة والتنظيم ما بين 1971 – 1974، وتسلم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، وكان عضوا في اللجنة المركزية لحركة 'فتح' منذ انطلاقتها ورسميا منذ العام 1967، وتسلم منذ الثمانينات مهمّة الإعلام.
توفي أبو السعيد في المملكة المغربية في السابع من تشرين أول عام 1994 بعد رحلة عطاء طويلة في خدمة وطنه وشعبه.
نقلًا عن"وفا"