رام الله ـ فلسطين اليوم
افتتح برام الله اليوم الاثنين، المؤتمر الشبابي بعنوان: واقع الشباب في فلسطين (خطر داهم بات على عتبات كل بيت تظهره البيانات الإحصائية)، الذي نظمه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ومنتدى شارك الشبابي.
وقالت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض في كلمتها خلال المؤتمر، إن التحولات والتغيرات الكبرى التي طرأت نحو تطلعات وطموح الشباب في المنطقة، والعالم بأسره، وبالتأكيد تطلعات الشباب الفلسطيني، يجب أن تشكل اهتماماً بالغاً لتمكين شعبنا وفي مقدمتهم الشباب، من استنهاض كامل طاقاته للخلاص من الاحتلال وممارساته القمعية وإرهابه، وعربدة مستوطنيه، وقد شكّلت هذه الممارسات بما فيها السيطرة على مواردنا واستمرار الحصار ومسلسل الحروب المستمر على شعبنا، والذي كان آخرها صيف العام الماضي 2014، سبباً إضافياً لضرورة مضاعفة الجهود في الاهتمام بهذه التطلعات، وبالرغم من التهميش والحرمان الذي عانت منه فئة الشباب على مدار سنواتٍ طويلة، إلا أنهم ساهموا، وبقوة، في حماية وصون الهوية الوطنية وبلورتها، وكان لهم دور بارز في مسيرة شعبنا النضالية، وإسهام ملموس في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتكريس مفاهيم العمل التطوعي والتضامن الاجتماعي، والتي ساهمت جميعها في حماية النسيج الاجتماعي، وفي توفير مقومات الصمود لشعبنا.
وأضافت، أن التقديرات السكانية تشير إلى أن عدد السكان الفلسطينيين نهاية العام 2014 في فلسطين قد بلغ حوالي 4.6 مليون نسمة، منهم 2.8 مليون في الضفة الغربية و1.8 مليون في قطاع غزة، كما بلغ عدد الذكور في فلسطين حوالي 2.35 مليون ذكر، مقابل 2.27 مليون أنثى، بنسبة جنس مقدارها 103.3 ذكر مقابل مائة أنثى، كما يشير التركيب العمري للسكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين إلى أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، اذ بلغت نسبة الافراد اقل من 15 سنة حوالي 40% من اجمالي السكان في فلسطين، ويتوقع أن تبلغ هذه النسبة عام 2020 حوالي 38%، في حين ستصل هذه النسبة الى حوالي 37% عام 2025، مما يعني أن المجتمع الفلسطيني سيبقى يافعاً خلال العقدين القادمين على الأقل.
وتابعت، أن ما يلفت الانتباه ارتفاع نسبة الشباب في فلسطين، إذ يشكل الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة ما نسبته 30% من إجمالي السكان (1.4 مليون شاب) ومن المتوقع أن تبقى هذه النسبة ثابتة خلال العقد القادم مع ازدياد الأعداد المطلقة لهم، إذ يتوقع أن يصل عدد الشباب إلى حوالي 1.7 مليون شاب عام 2025.
وأردفت، تشير بيانات الزواج والطلاق للعام 2013 في فلسطين إلى أن إجمالي عقود الزواج قد بلغت (42,698) عقد، حوالي 92% منها للإناث في فئة الشباب (15-29 سنة)، مقابل حوالي 81% للذكور في نفس الفئة، كما تظهر البيانات أن إجمالي وقوعات الطلاق في فلسطين قد بلغت (7,114) واقعة، 77% منها للإناث في فئة الشباب، مقابل حوالي 57% للذكور في نفس الفئة، كما يلاحظ ارتفاع العمر الوسيط عند عقد القران الاول في فلسطين خلال العقدين الماضيين للذكور والإناث على حد سواء، اذ ارتفع العمر الوسيط عند عقد القران الاول للذكور من 23 سنة عام 1997 الى 24.7 سنة عام 2013، وللإناث من 18 سنة عام 1997 الى 20.2 سنة عام 2013، كما انخفض معدل الخصوبة للمرأة الفلسطينية من 6.1 مولوداً لعام 1994 الى 4.1 مولوداً للفترة من 2011-2013.
وفي مجال التعليم، قالت عوض، إن الشباب هم الفئة الأكثر تعليماً، اذ بلغت نسبة الشباب 15-29 سنة الملتحقون بالتعليم 41.6% لعام 2013 من إجمالي الشباب في هذه الفئة العمرية، وأن نسبة الامية بين الشباب لا تتجاوز 0.7% (0.6% للذكور و0.7% للإناث)، وتشير البيانات للعام 2014 أن أكثر من 7 شباب من كل 10 يستخدمون الحاسوب والانترنت، معظمهم (82%) يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن معظم الشباب أيضا (83%) يمتلكون هاتف نقال. وتشير بيانات وزارة التربية والتعليم العالي إلى أن عدد الطلبة المسجلين في الجامعات والكليات الجامعية للعام الدراسي 2012/2013 قد بلغ 308,201 طالب وطالبة منهم 052,81 ذكور و256,120 إناث. وتحدثت عن توزيع الطلبة الذكور والاناث في الجامعات والكليات الجامعية لنفس العام الدراسي حسب مجال الدراسة على النحو الاتي:
العلوم الاجتماعية والأعمال التجارية والقانون 213,35 طالباً (.443%) و 226,34 طالبة (.528%).
التربية 923,14 طالباً (.418%) و 015,47 طالبة (.139%).
الهندسة والتصنيع والبناء 894,9 طالبا (.212%) و 552,5 طالبة (.64%).
العلوم 812,6 طالباً (.48%) و 175,9 طالبة (7.6%)
الدراسات الانسانية والفنون 665,5 طالباً (6.9%) و 037,12 طالبة (10.0%).
الصحة والخدمات الاجتماعية 511,5 طالباً (6.8%) و679,9 طالبة (.18%).
باقي التخصصات 034,3 طالباً (3.9%) و 572,2 طالبة (.12%).
وأكدت عوض أن من أبرز التحديات التي يعاني منها الشباب، الفقر والبطالة، فقد بلغت نسبة الفقر بين الشباب لعام 2011 حوالي 27%، كما بلغ معدل البطالة بين الشباب حوالي 39% (حوالي 33% للذكور و64% للإناث)، وذلك خلال الربع الثاني من عام 2014، وهذا المعدل يفوق المعدل العام للبطالة في فلسطين والبالغ نحو 26% خلال الربع الثاني من عام 2014، ومن الملاحظ أن معدل البطالة بين الشباب في ارتفاع مستمر مقارنة مع السنوات السابقة، اذ تشير البيانات أن معدل البطالة بين الشباب قد بلغ حوالي 31% لعام 2005 وحوالي 37% لعام 2013، ولعل الزيادة المستمرة في اعداد الخريجين سنويا وعدم توفر عدد كاف من فرص العمل تساهم بشكل كبير في ارتفاع هذه المعدلات، اذ تشير البيانات المتوفرة أن هناك حوالي 32 الف خريج سنوياً من الجامعات وكليات المجتمع الفلسطينية يتم ضخهم لسوق العمل، وقد بلغت نسبة البطالة بين الخريجين الشباب خلال الربع الثاني من عام 2014 حوالي 56% (34% للذكور و75% للإناث).
وأضافت، سجل الخريجون من الشباب الحاصلين على تخصص الخدمات الشخصية كبرامج التجميل والخياطة..الخ أعلى معدل بطالة إذ بلغ 77.5%، بينما سجل الخريجون من الشباب الحاصلين على تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 9.9%، ويلاحظ وجود تباين في معدلات البطالة حسب التخصصات بين الذكور والاناث، حيث سجل معدل البطالة للذكور الحاصلين على تخصص الخدمات الشخصية أعلى معدل بطالة بواقع 62.1%، بينما سجل الخريجون الحاصلون على تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 3.2%، أما على مستوى الاناث فقد سجلت الخريجات الحاصلات على تخصص العلوم الطبيعية أعلى معدل بطالة بحيث لم تتمكن أي خريجة مشاركة في القوى العاملة من الحصول على فرصة عمل، كما سجلت الخريجات الحاصلات على تخصص القانون أدنى معدل بطالة بواقع 25.9%.
وقد سجل قطاع الخدمات بفروعه المختلفة أعلى نسبة عمالة بين الخريجين الشباب خلال الربع الثاني 2014 حيث بلغت 59%، في حين سجل قطاع الزراعة والصيد والحراجة وصيد الأسماك أدنى نسبة عمالة إذ بلغت 3%. أما على مستوى المهنة فقد سجلت مهنة الفنيين والمتخصصين والمساعدين والكتبة أعلى نسبة عمالة للشباب الخريجين بحوالي 67% وأدناها لمهنة المشرعين وموظفو الإدارة العليا مثل بحوالي 1%.
وقالت، 'لقد بينت نتائج مسح (انتقال الشباب 15-29 سنة من التعليم إلى سوق العمل) الذي نفذه الجهاز خلال العام 2013 إلى أن معدلات البطالة ترتفع بين الشباب كلما زاد مستوى التعليم حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب الخريجين ضعف ونصف معدل البطالة بين الشباب غير المتعلمين. وهو ما يدلل على أن مستوى الوظائف المطلوبة في سوق العمل الفلسطيني لا تحتاج إلى مستوى تعليمي عالي. كما بينت نتائج المسح أن 22.6% من فئة الشباب أكملوا الانتقال من التعليم إلى سوق العمل ليعملوا في وظائف ثابتة ودائمة، وما يقارب نصف الشباب 45.6% لم يبدأوا عملية الانتقال بمعنى أنهم لا يزالون خارج القوى العاملة، مقابل 31.8% من الشباب الفلسطيني يمرون بمرحلة انتقالية أي ما زالوا عاطلين عن العمل، أو يمارسون أعمال غير دائمة مؤقتة أو غير مرضية تدوم أقل من 12 شهر'.
وفيما يتعلق بالواقع الصحي للشباب، ذكرت عوض أن البيانات لعام 2010 أشارت الى أن نحو 3% من الشباب مصابون بمرض واحد مزمن على الأقل (3% للذكور مقابل 2% للإناث)، مع العلم أن نحو 84% من الشباب يقيمون حالتهم الصحية بأنها جيدة. كما أشارت بيانات مسح العنف في المجتمع الفلسطيني 2011 الى أن 20.8% من الشباب (18-29) سنة قد تعرضوا لشكل واحد على الاقل من اشكال العنف (19.4% للذكور مقابل 22.1% للإناث)، كما أفاد نحو ثلث الشباب الذين تعرضوا للعنف (31.4%) انهم تعرضوا للعنف النفسي وتعرض 39.1% للعنف الجسدي بينما تعرض 1.1% من الشباب للتحرش الجنسي.
وبالنسبة لاستخدام الوقت، فقد أشارت بيانات مسح استخدام الوقت 2012/2013 أن هناك تزايد في الوقت الذي يقضيه الافراد في أنشطة الخدمات التطوعية غير مدفوعة الأجر سواءً كانت موجهة للأسر أو للمجتمع المحلي في فلسطين ولكن بنسبة قليلة لتبلغ 14 دقيقة خلال اليوم مقابل 10 دقائق خلال عام 1999/2000، بالمقابل هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة الافراد الذين قاموا بأنشطة العمل التطوعي لتبلغ 28.0% خلال عام 2012/2013 مقابل 9.0% خلال عام 1999/2000 من اجمالي السكان.
وفي الفئة العمرية 15-29 يلاحظ أن هناك تزايد في الوقت الذي يقضيه الافراد في المجتمع الفلسطيني في الانشطة التطوعية لتبلغ 16 دقيقة في اليوم أي ما نسبته 27.7% من الافراد الذين قاموا بالنشاط خلال عام 2012/2013، مقابل 12 دقيقة في الاعمال التطوعية أي ما نسبتهم 10.0% من الافراد الذين قاموا بالنشاط خلال عام 1999/2000. كما تشير البيانات الى انخفاض في معدل القراءة للأفراد خلال عام 2012/2013 لتبلغ ما معدله 47 دقيقة في اليوم أي بنسبة أفراد قاموا بالنشاط بلغت 3.4% وذلك مقارنة مع 1999/2000 حيث يقضي الافراد ما معدله 51 دقيقة خلال اليوم أي بنسبة أفراد قاموا بالنشاط بلغت 11.8%، وفي الفئة العمرية 15-29 يقضي الافراد ما معدله 44 دقيقة في نشاط القراءة أي بنسبة 3.9% من الافراد قاموا بالنشاط خلال عام 2012/2013 مقارنة مع ما معدله 49 دقيقة في نشاط القراءة أي بنسبة 12.5% من الافراد قاموا بالنشاط خلال عام 1999/2000.
وأكدت عوض أن الجهاز سيقوم خلال العام 2015 بتنفيذ المسح الوطني للشباب والذي سيغطي مختلف الجوانب الاجتماعية التي تهم الشباب الفلسطيني كالصحة والتعليم والعمل وتكنولوجيا المعلومات والعنف، وغيرها، حيث ستبلغ عينة هذا المسح الأسري نحو 8000 أسرة، الامر الذي سيسمح بنشر النتائج على مستوى المحافظة والفئات العمرية المختلفة للشباب، ومن المتوقع أن يتم نشر نتائج هذا المسح قبل نهاية هذا العام.
وتحدث في المؤتمر المدير التنفيذي لمنتدى شارك بدر زعامرة، والخبير في شؤون الشباب عمر رحال، وممثلة المجلس الأعلى للشباب والرياضة ماهرة الجمل، وممثلة مؤسسة جذور للصحة والتنمية الاجتماعية رحاب صندوقة.
وتخلل المؤتمر استعراض الدلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبيانات، بحضور عدد كبير من ممثلي الجهات الرسمية والخاصة والمؤسسات الشبابية ووسائل الاعلام والصحفيين.