خان يونس ـ فلسطين اليوم
'الله لا يكسبك يا إسرائيل' بهذه العبارة عقب الطفل وسيم حاتم ابو دقة الذي لم يكمل عامه الثالث على ما حل بمنزل أسرته عندما عاد إليه اليوم في منطقة الفراحين شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت مظاهر الدمار الذي أحدثته قذائف الاحتلال بالمنزل صادمة للطفل الذي تركه مع بدء العدوان قبل نحو شهرين في البداية، لكنه سرعان ما عاد وأظهر نوعا من التحدي من خلال عبارات بريئة أطلقها ليخفف على والدته وأشقائه.
وعلى الرغم من مساعيه لإخفاء حزنه، إلا أنه بدا حزينا شاحب الوجه وهو ينظر بترقب صوب الثقوب الكبيرة في الجدران وأعمدة المنزل التي أحدثتها قذائف الدبابات بالمنزل الذي تغيرت معالمه.
استدار يمينا ويسارا ينظر بحزن إلى ركام المنزل والدمار الذي حل به، بعد أن صب المعتدي جم غضبه على البيت والمنازل المجاورة دون سابق انذار، ولكن ما شد انتباهه بالأساس ما حل بغرفة نومه.
وعلى بعد متر أو أقل من وسيم، راقب والده المشهد بهدوء وكان في حيرة من أمره، وسرعان ما انتهت حالة السكون، بكلمات 'الحمد لله يا بابا على كل حال، وضعنا أحسن من غيرنا، رغم كل ما حل بنا من تشريد ودمار وتخريب'.
ولم تختلف الطفلة بتول(7 سنوات) شقيقة وسيم في مشاعرها، وتعقيبها على ما حل بها وأسرتها.
وبتلقائية بدأت الطفلة بالدعاء على الاحتلال، مضيفة: 'حسبي الله ونعم الوكيل' مرددة بذلك عبارة تتردد باستمرار على لسان كل فلسطيني، منذ بدء الحرب العدوانية على غزة.
وبعد أن دخلت بتول إلى المنزل وذهبت إلى الخزانة الخاصة بها لتحضر بعض الملابس والتي لم تتمكن من أخذها عند بدء العدوان، صعقت من شدة الدمار الذي لحق بمقتنياتها.
وشرعت بإزالة الغبار عن ملابسها وهي تقول بصوت منخفض 'معلش احنا احسن من غيرنا عمي عدنان دمر الاحتلال منزليه بالكامل..'.
ورغم ما حل بهذه الأسرة وجيرانها وسكان البلدة التي تقطنها، سرعان ما خرجت بتول من صدمة المشهد، مظهرة رغبتها بالصمود والعيش في المنزل رغم من حل به من دمار.
وخاطبت والدها:' بابا إحنا حنظل هون، ما بدنا نترك بيتنا، رغم معرفتي بأننا على مرمى حجر من تواجد دبابات المجرمين على الحدود الشرقية، لكن يجب أن نكون على قدر التحدي...'
إن ما تردد على لساني الطفلين وسيم وبتول يظهر واقع الحال في قطاع غزة، ولسان حال المواطنين هناك 'مهما ارتكب الاحتلال الاسرائيلي من جرائم لن يفلح في تنفيد مخططاته العدوانية بتهجير الأهالي من اماكن سكناهم ليسهل الاستيلاء عليها.'
وتبقى أنظار المواطنين متجهة صوب الجمعيات الخيرية والمؤسسات الوطنية وصناع القرار لمؤازرتهم ومساندتهم والتخفيف عنهم في ظل تشريد نحو 300 ألف مواطن نتيجة الدمار الذي حل بمساكنهم.
( وفا )