خانيونس-فلسطين اليوم
أثارت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين عن ظهور أشباح في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس، ضجة كبيرة بعد ظهور شخص داخل الصورة في منطقة خالية من السكان، يتواجد فيها كنيس يهودي قديم، أقيم مكانه مسجد بعد الانسحاب "الاسرائيلى" من قطاع غزة.
وكانت البداية في سهرة جماعية لشباب من عائلة الأغا مع أصدقائهم في أرض لهم في هذه المنطقة الخالية، وفى منتصف الليل قرر الشباب الخروج من الأرض لالتقاط صور للمنطقة، وتصوير شاطئ البحر القريب من مكان تواجدهم لجمال منظره الممزوج بإضاءة القمر المنسدلة عليه.
ووصلت المجموعة إلى منطقة شبه خالية من السكان، يتواجد فيها كنيس يهودي قديم بني على أرض واسعة واستبدلت بمسجد بعد انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة العام 2005، وما زال حائط الكنيس متواجدًا، إلا أن البدروم المتواجد بداخله تحول لمسجد، وبدأت المجموعة بتجهيز الكاميرات لالتقاط صور لهم هناك.
وتعتبر المنطقة شبه خالية لوجود عدد قليل جدًا من السكان هناك، ولوجود مسجد كبير في المنطقة يتوجه إليه أغلب السكان للصلاة فيه.
علي الأغا (25عامًا) ويعمل مصور فوتوغرافي حر، تحدث عن بداية المشهد "بدأنا بالتنقل في الأرض لالتقاط الصور مع المنظر الجميل هناك، وسردت قصة الكنيس والمسجد لأقاربي المتواجدين معي، فجأة شاهدت شيئًا يقف أمامنا، فقمت بإضاءة الكشاف الذى أحمله بيدي، ومن ثم أطفأته لأنني ظننت أن الشخص هو المؤذن، لأن الوقت اقترب من الساعة الرابعة فجرًا.
ويتابع، "بعد ثوانٍ قليلة قمت بالإنارة مرة أخرى فلم أشاهد الشخص أمامي واختفى كليًا، حيث بدا منظره كرجل عادى يلبس عمامة على رأسه وكبير في السن على بعد 50 مترًا من تواجدنا كشخصية من ثلج، نظرنا لبعضنا مستغربين إلا أنه عاد وظهر من جديد بعد دقائق، وهنا كانت الصدمة الحقيقية".
وساد اعتقاد لدى الاغا وابن عمه أن الشخص المتواجد اماهم هو "جن"، فتقدم عدة خطوات للأمام ووضع كاميرته على المثبت" الترايبوت"، لالتقاط صور تلقائيًا، ووقف بجانب الكاميرا يترقب المشهد، وبعد دقائق انسحب من المكان برفقة الآخرين إلى أرضهم، لمشاهدة الصور التي التقطتها الكاميرا.
وأشار الأغا إلى أنه لاحظ خلال التصوير وجود شبح في المنطقة حيث تنقل لأكثر من زاوية من زوايا تصوير الكاميرا الثابتة، ووجود آثار أقدام على الأرض تم ملاحظتها صباح اليوم التالي، وقام بنشر بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأ الأغا بجلسة جدال مع أقاربه لتحديد هوية الشخص الظاهر في الصور، إذا كان جن أو شبح أو شيخ مسن، لمشاهدتهم المنظر لأول مرة في الحياة، وقام بنشر الصور بناء على رغبة من أقاربه لاستيضاح الأمر من الآخرين لاعتباره حدثًا نادرًا.
وبعد مشاهدة الصور المرعبة التي التقطت خلال تواجدهم ونشر صورتين فقط على الانترنت، قررت المجموعة الذهاب في مساء اليوم التالي لنفس المنطقة برفقة شيخ من عائلتهم وبعض الرجال لمراقبة الحدث مرة اخرى، رغم الصدمة الكبيرة من مشاهد الليلة السابقة.
وتحدث الأغا عن الزيارة الثانية للمنطقة "رغم خوفي من المكان توجهت معهم في اليوم الثاني، ومع اقترابنا من المنطقة شاهدنا حركات غريبة في المنطقة وأصوات أقدام تسير بجانبنا وتحرك لأشجار وخيال أشخاص يختبئون خلف أشجار الزيتون القريب منا، بعدها انسحبنا من المكان على الفور ولم نكمل التصوير".
واستفسر الأغا من سكان المنطقة المتواجدين هناك عن هذا الحدث أو مشاهدتهم له قبل ذلك، وأجابوه بالنفي القطعي وعدم ملاحظتهم لمثل هذه الأمور سابقا.
وأثار الحدث المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي بظهور حالات غريبة في قطاع غزة خلال الأيام الماضية "بظهور المهدى المنتظر في منطقة جباليا ومشاهدة الأشباح في مواصي خانيونس.
الشيخ عماد حمتو علق على هذه الحادثة أنه يتوجب التثبت في نقل الرواية ممن شاهدوها، وهناك خلاف في هذه القضية بين العلماء عن إمكانية مشاهدة الجن، وورد في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام أن أبي هريرة شاهد بعض الشياطين يعتدون على بيت المال، واشتكى ذلك للرسول فأجابه" إنك تكلم شياطين منذ ثلاثة أيام".
وأضاف حمتو، "نعانى الآن من شياطين الإنس أكثر من شياطين الجن، ولو كان أصل المكان كنيس إلا أنه تحول لمسجد يذكر فيه اسم الله، وهذا لا يمنع سكن الجن في الصحراء والأماكن الفارغة والحمامات والمهجورة، ويجب التثبت من الموضوع حتى لا تصبح عادة لكل انسان مضطرب يسرح بخياله ويثير البلبلة".
وردّ مفتي غزة الشيخ حسن اللحام على هذه الحادثة "النبي عليه السلام يقول إذا تغولت لكم الغلال فافزعوا أو بادروا إلى الآذان، فاذا مشى الإنسان في الصحراء بمفرده وشاهد ماردًا فليبادر بالأذان، ولكن قطاع غزة محاصر وضيق ومزدحم ولا توجد فيه صحراء لمثل هذه الحوادث ولا أتوقع أن يكون هذا موجود ".
واستند الشيخ في تعليقه على رد سكان المنطقة على الأغا وصديقه بعدم ملاحظتهم مثل هذه الظاهرة طوال الفترات الماضية، مرجحًا أن تكون القضية تخيلات، وأضاف، "لن نذهب للمكان لفحص مصداقية الرواية لأن ذهابنا إليه يثبت تأييدنا لوجوده".