إغلاق المنازل يتجدد

بإغلاقه بيت الشهيد عدي أبو جمل، في جبل المكبر، بمدينة القدس المحتلة، بالإسمنت المسلح، يُعيد الاحتلال انتاج وسيلة من وسائل حربه على الشعب الفلسطيني، وتهديد سلمه العائلي، ونسيجه الاجتماعي.

وتعتبر العاصمة القدس أكثر المدن الفلسطينية التي يكيد لها الاحتلال، حيث يبدع في التخطيط لخنقها وحصارها وعزلها، وتشويه معالمها، وإسكات أي صوت مقاوم فيها'.

ويأتي التضييق على المقدسيين، بهدف إجبارهم على ترك المدينة وإلغاء حقهم الأصيل في القدس كأصحاب الأرض الأصليين، الأمر الذي يقابله ضخ المزيد من المستوطنين الى المدينة المقدسة.

وقال، أمين عام الهيئة الاسلامية المسحية، حنا عيسى، لـ'وفا': هناك الآن ما يقرب من '93' منزل مغلق بأمر احتلالي، يقع أغلبها في القدس والخليل، وكثيرا ما تحولت منازل مُغلقة الى بؤر استيطانية، كما يحدث لبيت البركة القريب من مخيم العروب في الخليل، أو تسليم البيوت المغلقة والمصادرة للمستوطنين، وكما هو الحال في حي سلوان، والذي يعتبر أكثر الأحياء العربية في القدس استهدافا، لقربه وملاصقته للمسجد الأقصى، حيث تدعي الرواية الصهيونية أنها أصل مملكة داوود، ويقدر عدد المستوطنين فيها بـ5 آلاف مستوطن.

وأشار عيسى، إلى أن الاحتلال هدم 23.100 بيت فلسطيني منذ العام 1967، في الضفة الغربية والقدس وغزة،  منها '988' منزل في القدس حتى العام 2014، والذي كان الأكثر شراسة في عمليات الهدم، وتم خلاله هدم 114 منزلا في القدس، رغم قرار مجلس الأمن الدولي 1455 لعام 2004 والذي دعا فيها اسرائيل الى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والانساني، ولا سميا الالتزام بعدم بالاعتداءات على المنازل والممتلكات خلافا لأحكام القانون الدولي، لكن اسرائيل ما زالت تضرب بعرض الحائط قرارت مجلس الأمن والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وتخترقها، كميثاق جنيف.

وأضاف عيسى، القدس الآن تحيطها '29' مستوطنة، منها '15' مستوطنة في الجزء الشرقي منها، بينما تبلغ مساحتها نحو 156.125 ألف دونم، يسيطر الاحتلال منها على ما نسبته '%92'، وهناك تقديرات اسرائيلية بوصول عدد سكان المدينة الى مليون نسمة، منهم '264' ألف فلسطيني، بينما يبلغ عدد السكان الفلسطينيين في القدس و'22' بلدة وتجمع سكاني يتبع لها ما يقارب '410' آلاف مواطن فلسطيني، ويحيطها '14' حاجزا احتلاليا.

وقال عيسى، أن آخر ما يخطط له الاحتلال بحسب مصادر إعلامية عبرية، هو إقامة خط سكة حديد من مستوطنة 'التلة الفرنسية' المقامة على أراضي قريتي لفتا وشعفاط، حتى مستوطنة 'جيلو' المقامة على أراضي قرية الولجة.

منذ جريمة مسح حارة المغاربة بأكملها عن الوجود، في 10 حزيران 1967، (هدمت جرافات الاحتلال خلالها 138 بناية ملاصقة للمسجد الأقصى)، لم يتوقف الاحتلال يوما عن اختراع أشد أنواع الإجرام بحق الانسان الفلسطيني، من قتل وتشريد، وأسر، وإبعاد، وهدم، وتعذيب، وإغلاق، محاولا بقدر ما يستطيع محو الهوية العربية والاسلامية، وخنق الفلسطيني في أرضه وبيته وعمله وكافة مناحي حياته اليومية، لإجباره على الرحيل، بينما يقوم في ذات الوقت بشق الطرق الواسعة وإعلاء البنيان، ويشيد الحدائق والمتنزهات ويوفر الماء والكهرباء دون ضغوط وبكثرة، وكافة وسائل الراحة والأمن للمستوطنين، على حساب صاحب الأرض والانسان الفلسطيني.