القدس المحتلة - فلسطين اليوم
واصلت أجهزة الاحتلال الإسرائيلي اجراءاتها العقابية وملاحقاتها للمواطنين المقدسيين على وقع تداعيات عملية الطعن قبل يومين، في شارع الواد بالقدس القديمة وقال محمد صندوقة التاجر في القدس القديمة لـ"وفا": "إن الاحتلال يتعامل مع تجار البلدة القديمة بكثير من القسوة، والملاحقات العقابية، انتقاما لمقتل مسؤول أمن المستوطنين في عملية الطعن الأخيرة، إضافة إلى دهم متاجر ومنازل المواطنين في المنطقة، واعتقال عدد كبير منهم بحجة وتهمة (منع وقوع جريمة)". لافتا إلى التواجد المكثف لدوريات الاحتلال الراجلة في المنطقة على وجه الخصوص، فضلا عن كاميرات المراقبة وغيرها.
بدوره، أشار المواطن سعيد المغربي، في حديثه لـ"وفا"، الى أن سكان البلدة القديمة يعيشون في الأصل تحت وقع حصار مشدد واجراءات وسياسات طاردة للسكان، إضافة لملاحقات أذرع الاحتلال لجني أموال الضرائب المختلفة والمتنوعة، أبرزها ضريبة الأملاك المعروفة باسم "الأرنونا". مؤكدا أن كل أساليب الاحتلال ومؤسساته لن تجبر الفلسطيني على ترك منزله أو متجره في البلدة.
وبدا عناصر أمن الاحتلال وعصابات المستوطنين وحُرّاسهم، بحالات عصبية وتسيطر عليهم هواجس ومخاوف من تكرار مثل هذه العمليات وسط حالة من الارتباك والهوس الأمنيين، خاصة أن عملية الطعن الأخيرة وقعت في منطقة تشهد تواجدا ثابتا لقوات الاحتلال، كونها تُفضي الى باحة حائط البراق والمسجد الأقصى وأسواق وحارات القدس القديمة، فضلا عن مئات الكاميرات التي نصبها الاحتلال في كل شارع وزقاق وحارة وحي في البلدة.
وكانت قوات الاحتلال داهمت فجر اليوم منازل عدد من المواطنين في أنحاء مختلفة من مدينة القدس، اعتقلت خلالها الفتى محمد غزاونة من منزله ببلدة الرام شمال القدس، في حين اعتقلت مساء أمس الطفل أمير جابر من منزله في القدس القديمة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت عدة شوارع بالقدس القديمة، في ساعات نهار أمس، خاصة شارع الواد والمناطق المحاذية له، واعتقلت ثمانية مواطنين بينهم مُسن ومُسنة وطفل، بحجة تواجدهم في مكان العملية التي وقعت قبل يومين، علما أن جميعهم لديهم محلات تجارية في المكان أو كانوا يسلكون الطريق باتجاه منازلهم.
وشملت الاعتقالات: الطفل عبد الرحمن صندوقة (14 عاما)، والمُسنة فرحة عبد دعنا (67 عاما)، والمُسن زهير عبد الرحيم دعنا (62 عاما)، وخالد عمار غنيم (21 عاما)، ورامي نواف عبد السلام (37 عاما)، وسعد عبد قطينة (35 عاما)، وعمر أحمد عوض (20 عاما)، ومحمد سعد البكري (20 عاما)، ووجهت لهم تهمة "عدم منع جريمة"، وأفرج الاحتلال لاحقا عن المسنة فرحة دعنا، والمسن زهير دعنا.
وتواصل قوات الاحتلال انتشارها الواسع في البلدة القديمة وشوارعها وأسواقها وحاراتها ومحيطها، خاصة من منطقة حي المصرارة التجاري وباب العامود (أشهر أبواب القدس القديمة)، مرورا بشارع السلطان سليمان ووصولا الى باب الساهرة وشارع صلاح الدين، وتُسيّر خلالها دوريات راجلة داخل البلدة، وأخرى راجلة ومحمولة وخيالة خارج سور القدس التاريخي، اضافة الى نصب متاريس وحواجز لتفتيش الشبان، وأحيانا كثيرة بواسطة كلاب "بوليسية" متوحشة، وبصورة استفزازية ومُذلة ومهينة، وتحرير بطاقاتهم الشخصية