القدس - فلسطين اليوم
قال المتحدث باسم حركة 'فتح' أسامة القواسمي، إن التجارب أثبتت أن حماس حركة انقسامية، وتجاربنا معها مريرة ومؤسفة، والبحث عن الوحدة الوطنية معها كالجري وراء السراب.
وأضاف القواسمي في تصريح صحفي اليوم السبت، أنه مخطأ من يظن أن المشكلة مع حماس لها علاقة بالوضع السياسي الراهن أو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، أو إعادة الإعمار أو غيره، مؤكدا أن حماس منذ نشأتها بعد إطلاق حركة 'فتح' لانتفاضة الحجارة، وهي تعمل جاهدة على قسمة الشارع الفلسطيني وضرب وحدة تمثيله وإضعافه.
وأشار إلى أن كل قوى شعبنا كانت تنظم فعاليات الانتفاضة الأولى وفقا للبيان الموحد الصادر في ذلك الوقت عن منظمة التحرير الفلسطينية، لتخرج علينا 'حماس' ببيان منفصل قسم الفعاليات وأضعف من لهب الانتفاضة، علما أن دعوات متعددة أطلقت لتوحيد الجهود مع كافة القوى دون جدوى، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط فلقد عملت ولأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة على ضرب تماسكهم ووحدتهم ونضالهم خلف قضبان الأسر، وخلقت تمثيلا منفصلا، ما أضعف الحركة الأسيرة وفعالياتها ليومنا هذا.
وأوضح القواسمي أن كل ذلك حصل قبل قيام السلطة الوطنية بسنوات عدة، أما بعد قيام السلطة أخذت حماس قرارا في اجتماع عقد في إحدى العواصم العربية، بالبدء بتنفيذ عمليات داخل 'إسرائيل' بهدف ضرب السلطة الوطنية، وكان هدفها هو أن تقوم إسرائيل بتوجيه الاتهامات وتحميل المسؤولية للراحل الشهيد ياسر عرفات وبالتالي إضعاف السلطة والانقضاض عليها، وهذا تماما ما حدث، حيث دمرت إسرائيل كافة مقرات الأجهزة الأمنية بعد حصار مالي استمر لسنوات وتم حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وتحملت السلطة كل أعباء الأوضاع الأمنية، وكانت حماس تخطط للحظة التي تنقض فيها على السلطة التي تم إنهاكها تماما بالتقاء مصالح بين إسرائيل وحماس، وتحقق ما هدفت إليه من وراء عملياتها؛ وعندما سيطرت حماس على غزة بفعل انقلابها توقفت كافة العمليات داخل أراضي الـ48.
وأكد القواسمي أن حماس أُنشأت لوظيفة محددة، وعملت وتعمل على تنفيذها بدقة متناهية، وهي ضرب وحدة الأرض وشعبنا، ومحاولات لطرح نفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وإقامة دولة 'مزعومة' في غزة وجزء من سيناء، وهذا هو الهدف الإسرائيلي بامتياز، لأن المعركة الحقيقية تكمن في الضفة والقدس على وجه الخصوص، وبالتالي حل القضية الفلسطينية برمتها على حساب مصر وأراضيها، ويتم توطين اللاجئين هناك.
وقال القواسمي 'إننا في حركة 'فتح' حاولنا مرارا وتكرارا دون كلل أو ملل إنجاز الوحدة الوطنية، ولكن كنا في كل مرة نقابل بعقلية انقلابية آخر همها الوطن والمواطن وفلسطين، وكل ما يسعون إليه هو فقط مصلحة حركتهم وعناصرهم حتى لو مزق الوطن واضطهد الشعب، ورحل هربا من عذابهم إلى البحر بعدما أن كان يبحث عن أي وسيلة للعودة للوطن، والتجربة الأخيرة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وكيف تعاملت معها حماس ما هي إلا أكبر دليل على أننا نتعامل مع حركة فقدت أبسط القيم الإنسانية والأخلاقية، إذ أنها تتاجر بمعاناة الناس والضحايا ولا تقيم لمعاناتهم وزنا، ففجرت البيوت وعذبت المناضلين، وأرهبت الناس الآمنين وسمسرت على رحيل الناس بأطفالهم نحو البحر، وعطلت إعادة الإعمار بقصد وتخطيط، وخفضت حتى ساعات الكهرباء لتزيد من معاناة الناس لتبعث برسالة مفادها أن حكومة 'حماس' أفضل.
وأكد القواسمي أن حماس الآن هي من يعطل إعادة الاعمار بقصد، ووضعت ذلك على سلم أولوياتها، لكي لا يقول المواطن أن حكومة الرئيس حسنت من وضع الناس على المستوى المعيشي، ولكي تبقى تتهم الآخرين وتستمر في عملية الشتم والسباب التي تعودت عليه منذ إنشائها، في صورة متناقضة تماما مع أبجديات الدين الإسلامي الحنيف، فهم طعانين خوانين بذيئين، بعكس تعليمات ديننا الحنيف الذي أمرنا بحسن الخلق حتى لو اختلفنا.
وشدد القواسمي على أن حماس لم تغير في ثقافتها تجاه الداخل الفلسطيني وإنما تعمل جاهدة على تعميق الانقسام من خلال سياسة التعبئة الفكرية المبنية على التكفير والتخوين وإخضاع قرارها وفقا لتحالفاتها المتغيرة والمشبوهة.
نقلًا عن وفا