الخليل - فلسطين اليوم
لم يقطع الأجانب في بعثة التواجد الدولي المؤقت القادمين من ست دول البحر ليصلوا إلى فلسطين للرفاهية، هم وصلوا البلاد متسلحين بأقلامهم وكاميراتهم لتوثيق الانتهاكات بالصوت والصورة، من أجل عمل مسح شهري وتقديم تقارير دورية تسلم إلى دولهم، بالإضافة إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
تقول رئيسة قسم الإعلام في بعثة التواجد الدولي ميري أنل: يشكل أفراد البعثة مواطنين مدنيين من ست دول وهي: النرويج والدنمارك وإيطاليا والسويد وسويسرا وتركيا، ويتنقل موظفو البعثة المتحدثين بالعربية والعبرية والإنجليزية منذ الساعة 7 صباحاً حتى منتصف الليل من أجل رصد أي انتهاك أو اعتداء يتعرض له السكان من أجل توثيق الحدث وأخذ شكوى رسمية من قبل المواطنين، لتتم كتابتها ورفعها في تقارير شهرية، لنعمل على تجميع التقارير ونرسلها بصفة دورية كل ثلاثة أشهر إلى الدول الشريكة من أجل مناقشتها، والعمل عليها من ناحية دبلوماسية، ولفت انتباه الدول إلى حقيقة الوضع.
وتضيف: تعتبر كتابة التقارير بمثابة حجر الزاوية في طبيعة عمل بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل. عملية رصد الانتهاكات الدورية ليست المهمة الوحيدة التي تمارسها البعثة.
وقالت أنل: بابنا مفتوح لجميع المؤسسات المحلية، مرتين في العام، نعمل على دفع المؤسسات من أجل تقديم المشاريع وكتابتها، بناء على الفئة المستهدفة لكل مؤسسة، سواء أطفال أو شباب أو كبار في السن، بعد دراسة المشاريع المقدمة نختار الأكثر فعالية وخدمة لأهالي الخليل، ونعمل على تمويلها من أجل تطوير بعض القطاعات المختلفة، كالرياضة أو الاقتصاد أو حتى الجانب السياحي وغيرها، كمشروع سقف شارع الشلالة في البلدة القديمة بالخليل، ومشروع تعشيب ملعب مدرسة طارق بن زياد في المنطقة الجنوبية من المدينة.
جمعية الإحسان الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين تعمل على تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وترعى 144 نزيلا يقيمون داخل المؤسسة، بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات التي تقدمها بشكل يومي للحالات الخارجية.
يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية سميح دويك: لدمج وتنمية مهارات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع، انبثقت فكرة مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل أفضل خرجنا بـمشروع الطاقة الشمسية للمدرسة تحت عنوان: استدامة الخدمات المقدمة لمدرسة محمد بن راشد.
ويضيف: قيمة المشروع 156 ألف شيقل، حصلنا على منحة من بعثة التواجد الدولي المؤقت، بمقدار 133 ألف شيقل، والهدف من المشروع تحسين الخدمات المقدمة داخل المدرسة.
مواطنو المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل المسماة (H2) الذين يتعرضون للاعتداء بشكل يومي، يقومون بالاتصال بشكل دائم ببعثة التواجد من أجل تقديم الشكاوى الرسمية.
يقول أبو إبراهيم الذي يعيش في منطقة تل الرميدة: ندرك كمواطنين أن بعثة التواجد الدولي مهمتها هي مهمة رقابية بحته وتعتمد في الأساس على كتابة التقارير، نستطيع أن نشعر أن هناك تغيرا في حالة الوضع الفلسطيني، فمثلا عندما يقوم أحد الجنود أو المستوطنين بمهاجمتنا وعند معرفته أن هناك من يقف ليراقب وليكتب تقريرا، فإن وطأة الهجوم ستكون أخف. لا أحد يمارس وحشية كاملة وهناك من يراقبه، وأفراد بعثة التواجد يروون ما يحدث وينقلونه إلى بلدانهم، وهذا يعطينا شعورا أن لا أحد يستطيع إنكار حقنا كفلسطينيين.
أبو عمرو خراوط صاحب محل تجاري في البلدة القديمة يقول: حصلنا على دعم من بعثة التواجد الدولي في شهر رمضان، حيث زودتنا بطحين من أجل عمل الحلويات، وهذا ساعدنا على تخفيض أسعار الحلويات التي تشتهر بها موائدنا على وجبة الإفطار. أصبحنا نبيع بسعر أقل ما زاد إقبال الناس على زيارة البلدة القديمة ليؤمها سكان الخليل من كل مكان. انتهى المشروع قبل عام فعادت أزقة البدة القديمة في رمضان الماضي خالية.
الحالة السياسية الخاصة لمحافظة الخليل التي ترافقت مع التحضير لعملية إعادة الانتشار والتي تأخرت حتى عام 1997 وفرضت توقيع اتفاقية الخليل بعد إقدام الإرهابي باروخ غولدشتاين على ارتكاب مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف وقتل 29 مصليا، نصت على أن تقدم بعثة التواجد الدولي تقارير منتظمة إلى السلطة الوطنية والحكومة الإسرائيلية، وأيضا إلى الدول الست المشكلة للبعثة.
محافظ الخليل كامل حميد يقول: هذه التقارير التي ترفع بشكل منتظم حسب الاتفاق لا تعمم ولا تنشر وإنما هي تقارير للاطلاع على الأوضاع الموجودة، وهي وثائق لما يجري من تعديات وتجاوزات، وهي تقرير متعلقة بالجانبين الفلسطيني والاحتلال، باعتبار أن مهمة التواجد الدولي هي الحفاظ على الاستقرار والطمأنينة والأمن للمواطنين في مدينة الخليل، وبالتالي رصد أي شكل من أشكال الانتهاكات وعملية توثيقها ورفع تقارير.
ويضيف: اليوم وبعد انضمام فلسطين لمحكمة الجنائيات الدولية، سيصبح لكل هذه التقارير دور في تقديم دعاوى وشكاوى من السلطة الوطنية واعتمادها بتقارير دولية.
ويؤكد المحافظ على الدور السياسي لبعثة التواجد الدولي، قائلا: خصوصية مدينة الخليل والاعتداءات المتكررة على المواطنين نتيجة وجود المستوطنين في قلب المدينة، فرض وجود بعثة دولية لرصد الانتهاكات بحق السكان الفلسطينيين.