قوات الاحتلال الإسرائيلي

أصيب عدد من المواطنين بالرصاص المطاطي والاختناق في مواجهات بعدة نقاط تماس أعقبت عدة مسيرات تشييع عدد من الشهداء في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وحسب الناشط محمد عوض في بيت أمر، أكّد أنّ 14 مواطنًا أصيبوا بالرصاص المطاطي من بينهم ثلاثة بالرصاص المطاطي في الرأس، في قمع الاحتلال مسيرة تشييع جثمان الشهيد عمر الزعاقيق على مدخل البلدة.

واندلعت مواجهات أخرى مع الاحتلال في منطقة باب الزاوية أصيب خلالها عشرات الشبان بحالات اختناق عقب تشييع جثمان 17 شهيدًا من أبناء المدينة.

ووصف المشاركون في مسيرة التشييع في الخليل بالتاريخية، وشارك فيها عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين رغم انهمار الأمطار فوق رؤوسهم.

وانطلقت مسيرة التشييع من أمام مسجد الحسين في مدينة الخليل، وجابت الشوارع، وصولا إلى مقبرة الشهداء في حارة الشيخ، وفي بلدتي سعير وبيت أولا، شيّعت الجماهير جثماني الشهيدين فادي الفروخ وحمزة العملة، وسط حضور مهيب قدر بالآلاف.

وأكّد الناطق باسم أهالي الشهداء رائد الأطرش أنّ أهالي الشهداء كسروا قرارات الاحتلال العسكرية القاضية باحتجاز جثامين الشهداء والاشتراط بتشييعها ليلا.

وأشار إلى أنّهم تمكنوا من تشييع أبنائهم في وضح النّهار بحضور عشرات الآلاف، وأوصلوا الرسالة للاحتلال أنّ قرارات احتجاز جثامين الشهداء هي قرارات فاشلة، وأنّ الفلسطينيين ملتفون حول خيار هؤلاء الشّهداء، وسيخرجون لتشييعهم رغم أنف الاحتلال.

وشدد على أنّ صبر أمّهات الشهداء أثمر، بهذا السيل البشري من المشيعين، لافتا إلى أنّ هذا الحضور من المرّات النّادرة التي يخرج فيها لتشييع وزفاف الشّهداء.

وشدد في الوقت ذاته على أنّ الاحتلال كان لا يريد أن يحتفي أبناء شعبنا بهؤلاء الشّهداء، وأراد أن يسلمهم في الليل لكنّه قوبل بصلابة أهاليهم، ورفض أيّة شروط من جانب الاحتلال، وعمد إلى تسليمهم خلال أيام المنخفض الجوي، لكنّ المواطنين الفلسطينيين خرجوا بالآلاف ليؤكّدوا حبّهم للشهداء، وغير مكترثين بمياه الأمطار التي سقطت فوق رؤوسهم، وخرجوا تحت كلّ الظروف.

وطالب الأطرش حكومة الاحتلال بالإفراج عن كامل جثامين الشهداء الفلسطينيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنّ سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقّ أهالي الشهداء وخاصّة منفذي العمليات الفدائية لن يثمر، بل سيزيد من التفاف المواطنين الفلسطينيين حولهم، وسيدفع بالمزيد من المواطنين لمناصرتهم ومساندتهم.

وأوضحت والدة الشهيد سعد الأطرش أنّها ارتاحت كثيرا بعدما ودّعت نجلها، وزيّنته بالورود، مشيرة إلى أنّ وجهه كان منيرا، وهذا دلالة على صحّة الطريق الذي انتهجه في مقاومة الاحتلال، لافتة إلى أنّ تسليم جثمان نجلها وبقية جثامين الشهداء يعتبر انتصارا للإرادة الفلسطينية، وللإصرار المتواصل على استلام جثامين الشهداء دون أيّة شروط من جانب الاحتلال وهو الأمر الذي تمّ على أرض الواقع.

وكشفت عن إمكانية استلام نجلها وتشييعه منذ الأيام الأولى لاستشهاده، ولكن بشروط حاول الاحتلال فرضها على أمر الواقع، وهو الأمر الذي تصدّت له العائلة وبقية العائلات الفلسطينية.

وامتاز التشييع برفع كافة رايات الفصائل الوطنية والإسلامية في مسيرة موحّدة ميّزها الحضور الهائل للمواطنين في مدينة الخليل، في الوقت الذي تزامن فيه حضور عشرات الآلاف أيضا في مسيرات حاشدة لتشييع الشّهداء في القرى والبلدات المجاورة.