الفنان سيد رجب

كنجم تأخر ظهوره لكنه ولد كبيرًا، بدأ الفنان سيد رجب مشواره المهنى من خلال المسرح وخلال فترة قصيرة لمع فى سماء السينما من خلال دوره فى فيلم (إبراهيم الأبيض) ٢٠٠٩، وتوالت عليه الأدوار حتى زيادة شعبيته بعد تحقيقه نجاحا كبيرا على المستويين النقدى والجماهيرى، ويطل علينا هذا الموسم الرمضانى من خلال شخصية طليق «رحمة» الفنانة يسرا فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات» ولهذا كان حوارنا مع الفنان القدير. 

التعامل مع الفنانة يسرا فى التعاون الأول بينهما كان ممتعا كما وصفه رجب، فهو يقول إن حالة من التناغم سادت بينهما فى المشاهد التى تجمعهما رغم ظهورهما كأعداء فى المسلسل، أما عن التعامل مع شركة العدل جروب فيؤكد سيد رجب أنه حريص دائما عليه كون الشركة تمثل كيانا كبيرا ومحترما. 

وعن أعماله التى تشارك فى شهر رمضان أكد أنه لا يسعى إلى ذلك ولكن هدفه الأول التعامل مع مؤلف جيد ومخرج متعاون واختيار شركة إنتاج ملتزمة، ولكن نظرا لظهور أغلب الأعمال الدرامية التلفزيونية فى شهر رمضان يصبح مشاركا به، وتابع رجب أن لكل عمل استعدادا خاصا به فعندما جسد دور الفتوة فى مسلسل «حارة اليهود» استعان بمذكرات فتوة ومذكرات نشال فى ذلك العصر للتقرب أكثر من الشخصية ومعايشة الأجواء المحيطة بها من حيث مخارج الألفاظ المستخدمة وكيفية رد الفعل ومعرفة دوافعهم تجاه الجريمة أو تجاه تعاملاتهم اليومية، وعن معايشته للدور بعد تأديته قال إنه ينفصل عنه تماما بمجرد الانتهاء منه ويعود إلى شخصيته الطبيعة مرة أخرى. 

المسرح فى حياة رجب له تأثير خاص كما أنه يعتبر أن الفرق بينه وبين الدراما السينمائية والدراما التليفزيونية كبير، فهى تختلف من حيث التأثير، فالمسرح له جمال يبدأ من البروفات وأثناء العروض حيث إن العرض يكون بشكل كامل ومتصلا ومباشرا مع الجمهور، كما أن انفعالات الجمهور وردود أفعاله تكون بشكل مباشر وتنعكس أيضا على انفعالات الممثل، ويرى رجب أن المسرح هو المعلم لأى ممثل ويمده بالثقة وكيفية التعامل مع الجمهور بدون حواجز كما تفعل الكاميرا.

يكمن جمال المسرح من وجهة نظر الفنان الكبير فى اختلاف الجمهور من يوم إلى آخر وبالتالى اختلاف ردود الفعل من عرض لآخر. وعن العروض التى قدمها خارج مصر قال إنه تعامل مع الجمهور فى برلين والجمهور الفرنسى من خلال مسرحية «العشاء الأخير» إخراج أحمد العطار وقريبا مع الجمهور فى سنغافورة لتقديم نفس العرض المسرحى، وأنه لمس اختلافا فى تفاعلهم مع العرض عن الجمهور فى مصر ويرجع ذلك إلى أنهم يختلفون من حيث المشاعر والأحاسيس والدوافع أيضا، فبعد رؤيتهم للعرض تنتابهم حاله من الانبهار وذلك بالتأكيد يضيف للممثل رؤية جديدة تجاه جمهور مختلف وجديد.

وعن السينما أكد رجب أنه بالرغم من أن فترة التصوير فى السينما أقل من التليفزيون إلا أنها تتطلب مجهودا أكثر نظرا لسرعة الإيقاع وكثرة التفاصيل، وعن تراجع الدراما المصرية وانتشار الدراما السورية والتركية أكد رجب أنه يعتبر التنافس ظاهرة إيجابية بدليل أن الدراما المصرية استعادت مكانتها مرة أخرى نتيجة ذلك التنافس، كما يرى أن يوجد حالة من التطوير والإنتاج الجيد وأن الدراما المصرية تخطو خطوات جيدة تجاه الانتشار مرة أخرى، كما أن السينما تعيد مجدها بدليل مشاركة الفيلم المصرى «اشتباك» فى مهرجان كان السينمائى وردود الأفعال الجيدة التى نالها، فهناك مخرجون مميزون ومنتجون على استعداد لإنتاج أعمال بشكل موسع لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى عدم وجود سيناريوهات جيدة.