القاهرة -فلسطين اليوم
تزخر السينما المصرية، بوجود عدد من النماذج "والكاراكترات" الفنية، التي يستعين بها المنتجون في أدوار معينة، كأدوار المرأة القبيحة، أو الفتاة العانس، أو الرجل السمين، وغيرها من الأمثلة.
ووافق هؤلاء الفنانين بأن يقفوا في المشاهد القليلة التي يظهرون فيها على الشاشة، حتى لو كلفهم الأمر السخرية من ملامحهم وتكوينهم الجسماني، الذي حصرهم في أدوار معينة.
ولكل واحد من هذه الشخصيات حكاية، أبعد وأكبر كثيرًا من حصرهم في دراما كوميدية، أو السخرية من ملامحهم، ومن أبرز هؤلاء الفنانين:
هي بهيجة محمد علي، اشتهرت بتقديم شخصية المرأة القبيحة التي يفر منها الرجال، عملت في بداية حياتها "سجانة"، وتزوجت زميلاً لها، وبعد انفصالهما، بدأت رحلتها في عالم الفن، حيث عملت في كازينو بديعة مصابني، ضمن فتيات يستضفن عدداً من الجنود الإنجليز على الطاولات، وأطلقت عليها "بديعة" اسم "ماري"، وأثناء جلوسها بجوار الجنود الإنجليز، كانت تتحجج بالذهاب لعمل أمر ما والعودة بعد 5 دقائق، وبعد غيابها لساعات، يسأل الجنود عنها فتجيب صديقاتها "ماري باي باي"، ومن هنا أتى اسم شهرتها، وبعدها شاركت "ماري" في عدد من المسرحيات والأفلام، إلا أن أعمالها لم تزد عن المشهد الواحد، حتى أنها ذهبت ذات مرة للمخرج خيري بشارة، قائلة "سايقة عليك النبي محمد تديني دور والنبي".
ومن أشهر الأدوار التي لا تنسى لماري، دورها في فيلم "مطاردة غرامية"، عندما قام "دكتور خشبة" الذي جسد شخصيته الفنان عبدالمنعم مدبولي، بمغازلة إحدى السيدات حينما رأى "حذاءها"، ليفاجأ بامرأة قبيحة، فيفر مبتعدًا عنها بعدما أصيب بصدمة، وتصرخ قائلةً "يا عديم النساء".
لقبت ليلى حمدي بـ"رفيعة السينما المصرية"، على الرغم من بدانتها المفرطة، ولم تقدم في السينما سوى بعض الأدوار الثانوية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها تعد أدوارًا لا تنسى، فقدمت شخصية زوجة "عباس الزفر"، في مشهد واحد فقط ضمن أحداث فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول"، كما قدمت دور الخادمة، في فيلم "سكر هانم"، والتي لاحقتها السخرية طيلة الوقت من وزنها الزائد، ليناديها "المعلم" قائلًا "يا بنت المجعلصة".
تزوجت مرتين، الأول أنجبت منه ابنها "عماد"، وبعد انفصالها اتجهت للفن، والثاني كان الفنان سمير ولي الدين، والد الفنان الراحل علاء ولي الدين، وبعد مشاركتها في أدوار ثانوية، زاد وزنها بصورة كبيرة، وابتعدت عن السينما، واتجهت للعمل "بقراءة الفنجان"، حيث اتخذت منها مصدر رزق حتى وفاتها.
كانت صفا الجميل تميمة حظ لعدد من كبار النجوم، أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذي كان يطالبه بأن يمر عليه في منزله، لأنه يتفاءل بوجوده، كما طلب منه الشاعر صالح جودت، والفنان أنور وجدي، والفنانة أسمهان، نفس الأمر، إلا أن الأخيرة كانت حبه الوحيد، واعتقد أنها تبادله الحب، بسبب حرصها على وجوده بجوارها طيلة الوقت.
صفا الجميل هو "نوفل" بفيلم "شباك حبيبي"، و"حرنكش" ابن زينات صدقي بفيلم "دهب"، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أنه كان "معاقًا ذهنياً"، إلا أنه لم يكن كذلك، حتى إنه سخر ذات مرة من ملامحه، قائلاً "يمكن يعملوا مسابقة ملك جمال الوحشين وآخد اللقب".
حنان الجميل هي "الست كوريا"، التي انتزعت الضحكات من الجميع، ضمن أحداث فيلم "عسكر في المعسكر"، على الرغم من نهايتها المأساوية.
بدأت قصتها مع إجرائها عملية تحول جنسي، لتتحول من رجل يدعى "طارق"، إلى "حنان"، وبعدها اختارها المخرج شريف عرفة، لتجسيد مشهد واحد ضمن أحداث فيلم "عبود على الحدود"، لتنطلق بعدها في تقديم شخصية الفتاة العانس، مثلما حدث في "الناظر"، "55 إسعاف"، أو المرأة المسترجلة مثلما حدث في فيلم "عسكر في المعسكر"، وعلى الرغم من موهبتها الكوميدية الكبيرة، إلا أنها عانت من اكتئاب حاد لازمها، عادة ما يصيب المتحولين جنسيًا، وبعدها قامت أسرتها بإيداعها مستشفى الأمراض النفسية في العباسية، إلا أنها انتحرت بعد معاناة شديدة من الاكتئاب، وبعدها رفضت أسرتها تسلم جثمانها، معللين الأمر بأنهم لم ينجبوا فتاة، بل أنجبوا رجلًا يدعى طارق، لتقوم نقابة المهن التمثيلية بتسلم جثمانها، وتحمل مصاريف الدفن.
نورا السياعي وهي "خزينة" زوجة أستاذ رمضان مبروك، الفتاة السمينة التي يسخر الجميع من وزنها الزائد وضخامة حجمها، كما ظهرت في أدوارها وهي تبحث عن عريس، مثلما ظهرت ضمن أحداث فيلم "الباشا تلميذ".
وامتازت بوزنها الزائد، وهو ما عرضها للسخرية في حياتها العادية، لتخضع لريجيم قاسٍ، وتفقد عشرات الكيلوات من وزنها، ولأن المخرجين حصروها في البداية في نوعية أدوار الفتاة السمينة، لم تجد "نورا" عروضًا بشكل جيد في السينما والتليفزيون، لتتزوج وتبتعد عن الفن، على الرغم من تصريحها بأنها سوف تعود مرة أخرى للوسط الفني.
تعتبر عائشة الكيلاني من أشهر "العوانس"، في تاريخ الدراما، حتى إن زوجها أطلق عليها اسم "جريمة"، بدلًا من "كريمة" في أحداث فيلم "سيداتي آنساتي"، نظرًا لملامحها الدميمة.
وجسدت الفنانة عائشة الكيلاني، شخصية المرأة العانس، أو محدودة الجمال، التي يسخر من ملامحها الجميع، ومنذ عدة أعوام، قامت الفنانة الكبيرة بإجراء عدة عمليات تجميل، وبالفعل تغيرت ملامحها للأفضل، إلا أن أحداً لم يفكر في الاستعانة بها.