وزارة الاقتصاد الاميركية

اكدت وزارة الاقتصاد الاميركية الاربعاء قرارها فرض رسوم عقابية تناهز 300 بالمئة على طائرات بومباردييه الكندية في اطار خلاف تجاري ادى الى توتر في العلاقات مع اوتاوا.

ويؤكد القرار ما كشفه تحقيق اولي ان بومباردييه تلقت اعانات مالية من الحكومة الكندية سمحت لها بيع طائرات باسعار ادنى من كلفة الانتاج، والدخول في منافسة غير عادلة مع عملاق صناعة الطائرات الاميركي بوينغ، التي تقدمت بالشكوى.

وتقدمت بوينغ بالشكوى ضد شركة بومباردييه الكندية المنافسة بعد ان قامت شركة "دلتا ايرلاينز" بطلب شراء 300 طائرة من طراز "سي-سيريز" التي تتسع الى ما بين 100 و150 راكبا. ولقيت الشكوى آذانا صاغية لدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي كان اعلن في اطار شعاره "اميركا اولا" التشدد في مسائل التجارة الدولية.

وقال وزير التجارة الاميركي ويلبير روس ان "هذا القرار مبني على دراسة شاملة وغير منحازة للوقائع في اطار مسار علني وشفاف".

واضاف روس ان "الولايات المتحدة ملتزمة بالتجارة الحرة والعادلة والمتبادلة وستدافع دوما عن العمال الاميركيين والشركات الاميركية التي تتأذى جراء الواردات الغير العادلة".

وقررت الوزارة ان الطائرات، التي لم يتم استيرادها بعد، يجب ان تخضع لرسوم تصل نسبتها الى 292,21 بالمئة.

ويحتاج القرار موافقة نهائية من قبل لجنة التجارة الدولية الاميركية، وهي وكالة شبه قضائية من المقرر ان تعلن قرارها في 1 شباط/فبراير، علما ان قرارها نادرا ما يخالف قرار وزارة التجارة.

وتقول بوينغ ان بومباردييه وقعت اتفاقا لبيع طائراتها من طراز "سي اس 100" ذات الممر الواحد بـ19,6 مليون دولار للطائرة الواحدة، اي بسعر ادنى بكثير من كلفة التصنيع التي تبلغ 33,2 مليون دولار، وبسعر زهيد جدا مقارنة مع الرقم المعلن في لائحة الاسعار والمحدد بـ 79,5 مليون دولار، علما ان هذا الرقم في الغالبية القصوى من الحالات ليس سعر البيع النهائي.

من جهتها اعلنت بومباردييه ان اتهامات بوينغ لا اساس لها، معتبرة ان الشكوى بكاملها تخطتها الاحداث.

ففي تشرين الاول/اكتوبر وبعيد الاعلان عن الرسوم الاولية، أعلنت مجموعة ايرباص الاوروبية المنافسة لبوينغ انها ستشارك بحصة اغلبية في برنامج بومباردييه "سي سيريز" لانتاج طائرات المسافات المتوسطة، واعلنت انه سيتم بناء الطائرات في مصنع ايرباص في موبايل، الاباما.

وفي دفاعها تقول بومباردييه ان بوينغ لا تملك منافسا مباشرا لطراز "سي اس 100"، وان طلبات الشراء الوفيرة لطائراتها 737 يؤكد انها لم تتأثر بتجارة غير عادلة.

وتعتمد واشنطن عادة معيار الحاق الاذى المادي بشركة اميركية من اجل رفع دعوى تجارية وفرض رسوم عقابية على واردات معينة.