نظم نادي الأعمال، أحد مشاريع 'باديكو' القابضة في القطاع السياحي، ندوة حملت عنوان 'خطط مكتب الرباعية الدولية لتحسين الوضع الاقتصادي في فلسطين في ظل الوضع الراهن'.

واستضافت الفعالية رئيس مكتب اللجنة الرباعية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط كيتو دي بوير، وصالح أبو كميل من فريق عمل الرباعية، فيما أدار النقاش الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة سمير حليله.

وحضر اللقاء أكثر من 100 شخصية بما في ذلك شخصيات اقتصادية وسياسية وممثلين عن القطاع الخاص الفلسطيني، حيث رحب رئيس مجلس إدارة باديكو السياحية زاهي خوري، بالحضور، وأكد على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات والندوات الفكرية التي يسعى من خلالها نادي الأعمال إلى تسليط الضوء على تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يشهدها الواقع الفلسطيني.

وأشار خوري إلى أن القطاع الخاص الفلسطيني يلعب دوراً إيجابياً مهماً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

من جانبه، افتتح حليله النقاش بالإشارة إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وعلى رأسها البطالة والفقر، وهي مشاكل لا يستطيع القطاع الخاص الفلسطيني وحده أن يواجهها.

وأكد ضرورة أن تلعب الحكومة دوراً في التعامل مع هذه المشكلات، وأوضح حليله أنه في الوقت الذي يزداد فيه عجز الموازنة الحكومية، مازالت الحكومة الفلسطينية تفتقد إلى خطة مستقبلية واضحة المعالم للتعامل مع هذه المشاكل، مشيداً بتقليص النفقات الحكومية التي أصبحت عبئاً كبيراً يفوق الاقتصاد الفلسطيني نفسه.

ورحب حليله برئيس مكتب اللجنة الرباعية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط والوفد المرافق، مبيناً أهمية الاستفادة من خبرته الكبيرة على المستوى الدولي في محاربة الفقر والبطالة.

واستهل كيتو دي بوير مداخلته باستعراض جهوده والفريق المساند في الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الفلسطيني بحاجة إلى توفير مليون فرصة عمل خلال الـ15 سنة القادمة.

وقال: إن معدل النمو الاقتصادي هو 2.6% وهو قليل جداً، في حين أنه لا يمكن  للاقتصاد الفلسطيني توفير فرص العمل المطلوبة، إلا إذا تجاوز 6%، وذلك في ظل عدم وجود أي تنمية اقتصادية حقيقية.

وتابع دي بوير إن مستوى التبادل التجاري في فلسطين حوالي16% من الناتج القومي وأن 85% من حجم التبادل التجاري الفلسطيني يتم مع إسرائيل.

وأشار دي بوير إلى هناك تقدماً طرأ في العديد من المجالات في الأراضي الفلسطينية منذ توقيع أوسلو وحتى اليوم مثل: سيادة القانون، والتطور الواضح في أداء المحاكم، والتطور في أداء الجهاز الشرطي، وانخفاض معدلات الرشوة والفساد الذي أصبحت نسبته أقل من 7% مقارنة بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تبلغ النسبة 27% بحسب دراسة للبنك الدولي.

وأضاف أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن عملها لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني بعيداً عن الجانب الإسرائيلي مثل تسجيل الأراضي الفلسطينية (الطابو) لحمايتها واستغلالها بشكل أفضل، وليس مجرد الحصول على تصاريح بالبناء وكذلك تفعيل وتحسين القوانين التجارية الفلسطينية على سبيل المثال فيما يتعلق بحالات الإفلاس.

وقال: كما يعمل مكتب الرباعية على زيادة الموارد المائية، وتطوير محطات توليد الكهرباء في المناطق الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.

وأردف دي بوير إن إقامة مشاريع الطاقة المتجددة هو على رأس أولويات مكتب الرباعية في هذه الفترة، إضافة إلى تنفيذ مشروعين كبيرين في قطاع غزة بقيمة 500 مليون دولار: أحدهما لإقامة أنابيب لإمداد قطاع غزة بالغاز، والمشروع الآخر لتحلية مياه البحر.

وتأتي الندوة على هامش جلسة 'منتدى المتحدثين' التي يعقدها نادي الأعمال بشكل دوري لمناقشة قضايا اقتصادية وسياسية متنوعة تهم الشأن الفلسطيني.

يذكر أن نادي الأعمال هو أحد المشاريع السياحية الرائدة لـ'باديكو' السياحية، الذراع الاستثمارية لـ'باديكو' القابضة في المجال السياحي، في حي تل الصفا في رام الله.

ويقع النادي على مساحة 2600 متر مربع، ويشمل عدداً من المطاعم والمرافق السياحية الفاخرة، ويتميز  بإطلالته الساحرة على التلال الغربية لمدينة رام الله، وقد أصبح النادي مقصداً هاماً لمجتمع الأعمال ومكاناً مناسباً لعقد اللقاءات التشاورية وتبادل الأفكار الاقتصادية والسياسية والفكرية.