مزارعون يستبشرون خيرا بالموسم المطري

استبشر المزارع جمال أبو حليمة (32عاماً) من بيت لاهيا من هطول المطر طيلة يوم أمس، رغبة في تقليل تكاليف الري لأرضه المزروعة بأشتال الخضروات واستقبال موسم ري وفير.
وانشغل المزارع «أبو حليمة» الذي يمتلك أرضا مساحتها تقدر بعشرين دونماً، في تسهيل مرور مياه المطر الساقطة، باتجاه بركة ري أنشأها خصيصاً للاستفادة من مياه الأمطار.
قال لـ»الأيام» أنه ينظر إلى مشكلة شح مياه الري بأنها من أكبر العراقيل التي تواجهه في عمله الزراعي، بسبب تكلفة الحصول على مياه الري من الآبار القليلة الموجودة في الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية.

وأضاف: في فصل الصيف كانت المشكلة أعمق، بسبب قلة فترات تشغيل البئر، وبالتالي تعرض بعض المزروعات للجفاف والتلف، معرباً عن ارتياحه مع بدء سقوط المطر، أمس.
وتمر البلاد بمنخفض جوي، من المتوقع خلاله سقوط المطر، وهو ما يجعل المزارعين أكثر ارتياحاً، لتقليل تكاليف الري عبر تشغيل الآبار.

وقال أبو حليمة: الأرض مزروعة بـالبطاطا التي تحتاج لنسبة كبيرة من مياه الري، وهو ما لم يحصل عليه حتى أول من أمس، ما رفع لديه تكاليف الزراعة، لكنه بدا سعيداً لسقوط المطر يوم أمس.
أما المزارع جلال معروف (50 عاماً) فاعتبر أن هطول المطر، أمس، وتوقعات باستمراره خلال اليومين القادمين، سيحسن من مستوى الإنتاج الزراعي، خصوصاً فيما يتعلق بالمزروعات المُستهلكة محلياً.

وأضاف، لـ»الأيام»، أن الموسم الحالي مُختلف عن المواسم الزراعية الماضية في مثل هذا الموعد، موضحاً أن أغلب المزارعين تكبدوا تكاليف مالية في زراعة أرضهم بمحصول التوت الأرضي (الفراولة) المصدرة إلى خارج غزة، بسبب ندرة مياه الأمطار إلى هذا الحين من العام.
ويمتلك المزارع «معروف» مساحة ارض تقدر بنحو 15دونم زرعها بأصناف متعددة من الخضروات المستهلكة في الأسواق المحلية، لافتاً إلى أنه يبذل جهود كبيرة في كل مرة يحين موعد ريها، ولاحظ أن هناك تأخراً في سقوط المطر هذا العام، لكنه أبدى ارتياحاً من كمية مياه الأمطار التي هطلت، أمس..

واعتبر مزارعون آخرون أن ما يواجهه المزارعون في بيت لاهيا، يفوق قدراتهم على الاستمرار في العمل، فتارة يتعرضون للاعتداءات الإسرائيلية المتمثلة في إطلاق النار، وتارة أخرى بسبب تكاليف الري.
ولهذا يحاول ممثلون عن الجمعيات الزراعية في بيت لاهيا، استقطاب مشاريع لإنشاء المزيد من آبار المياه لتسهيل ري المزارع في البلدة، أو إنشاء برك تجميع مياه المطر للاستفادة منها في أوقات انحباسه.

وقال محمد غبن مدير جمعية بيت لاهيا التعاونية الزراعية لـ»الأيام»، يتوقع المزارعون سقوط المطر في مثل هذه الأيام من كل عام، لكن انحباس المطر، حتى قبل المنخفض الجوي الحالي، زاد تكاليف الري.
وأضاف، أن جمعيته تحاول قدر الإمكان تسهيل عمليات الري الزراعي، عبر إنشاء آبار جديدة في مناطق بعيدة عن مواقع الآبار الحالية، وإنشاء برك، بالتنسيق مع جهات مانحة.

وتبلغ مساحات الأراضي الزراعية في البلدة أكثر من خمسة آلاف دونم تُزرع بأصناف متعددة من المحاصيل الزراعية المستهلكة في الأسواق.
على الصعيد ذاته، وقعت أضرار جزئية في بعض الدفيئات الزراعية في بيت لاهيا، أمس، نتيجة لهبوب رياح وعواصف.
وأبلغ مزارعون عن تلف وتمزيق في النايلون الذي يغطي دفيئاتهم، بسبب الرياح، فيما انهارت بعض الأعمدة الحديدية فيها.