الشارقة ـ وام
أكد قادة اعمال ومستثمرون على اهمية الشراكات المحلية بالنسبة للاستثمارات الاجنبية لانها الاقدر على فهم احتياجات الاسواق المحلية وطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده .
جاء ذلك في أولى الجلسات الحوارية الرئيسية في المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر 2015 الذي تستضيفه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير / شروق / تحت عنوان / حيث يلتقي الشرق مع الغرب: الاستثمار الأجنبي المباشر والجيوسياسية / بمشاركة مسؤولي شركات إقليمية وعالمية معروفة وأدارها فرانك جاردنر مراسل الشؤون الأمنية في هيئة الاذاعة البريطانية - بي بي سي .
شارك في الجلسة مشعل كانو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة كانو وبدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع وسوبارنا سينغه رئيس قسم المعادن ونائب رئيس التخطيط في إيسار وبادليسياه عبد الغني الرئيس التنفيذي إس آي إم بي - البنك الإسلامي /بيرها/ وموسى الموسى الرئيس والمدير المالي في الإمارات والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة داو كيمكال .
وأكد بدر جعفر خلال مشاركته في الجلسة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تختلف عن كثير من دول المنطقة فيما تقدمه من دعم وتسهيلات لقطاعات الأعمال المختلفة .. مشيدا بالدور الذي تلعبه سفارات الدولة حول العالم في مساعدة الشركات الإماراتية على الانتشار في الخارج والتوسع في الأسواق.
وقال جعفر ان سمعة الدولة تتاثر كثيرا بشركاتها والعكس صحيح حيث يمكن للشركات الناجحة أن تعزز سمعة الدولة التي جاءت منها وتعتبر الإمارات مثالا يحتذى به للدول الراغبة في تسهيل انتشار شركاتها خارج حدودها الإقليمية .
وأشار جعفر إلى أن الشراكات المحلية مهمة للاستثمارات الأجنبية ولذلك يجب النظر دائما مسالة البحث عن شريك محلي عندما ترغب الشركات في الانتشار بدول أخرى.. مؤكدا أن دولة الإمارات تقدم الكثير من المرونة والتسهيلات لمساعدة الشركات الإماراتية في التوسع الخارجي. .
وطالب جعفر الشركات العاملة في الشرق الأوسط بالاستفادة من فرصة تواجدها في الخارج لتعزيز سمعتها .. مشيرا الى أن سيادة القانون والشفافية والحوكمة المؤسسية الجي دة وإمكانية إنفاذ العقود تعتبر من أهم العناصر للتجارة العابرة للحدود.. مضيفا انه يدرك أهمية تحقيق الأرباح بالنسبة للشركات ولكن عليها بالمقابل أن تقدم منفعة متبادلة من خلال خدمتها للمجتمع.
وتحدث موسى الموسى حول أهمية وجود شركاء للشركات في المناطق التي تعمل فيها لافتا الى ان شركة داو كيمكال تتعاون مع السفارات لتسهيل دخولها إلى الأسواق وتستفيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص وهذا التعاون يساعد في الوصول إلى أسواق كثيرة في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن شركته تحرص على الإلتزام بالقوانين المحلية ومراعاة العادات والتقاليد وتعمل على أن يكون لديها وكلاء أو شركاء في كل الدول التي تعمل فيها لأنهم أقدر على إدراك الاختلافات الثقافية والتعامل معها.
وأضاف الموسى "قبل أن ندخل إلى أي سوق من الأسواق نتأكد من الاستقرار السياسي وكيفية ممارسة الأعمال واحتمال وجود عقوبات على التجارة ونحاول التركيز في عملنا على نقاط قوتنا والمجالات التي نمتلك الخبرة والتخصص فيها" .. مؤكدا أن شركته تتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة للبحث عن أصحاب المواهب والمبدعين لتوفير فرص العمل التي تتناسب مع طموحاتهم.
وأكدت سوبارنا سينغه في مداخلتها أن العلاقات الدبلوماسية بين دولتين تعزز العلاقات التجارية و أن أساس الاستثمار الأجنبي المباشر يكمن في تقريب الاقتصاديات من بعضها البعض وبالتالي تقريب الدول والشعوب من بعضها أيضا حيث يلعب النشاط التجاري والاقتصادي دورا كبيرا في تعزيز التفاهم المتبادل والتناغم بين الثقافات .
وأشارت إلى أن تغيير السياسات والأنظمة القانونية وأحيانا تغي ر الحكومات أيضا يحد من الاستثمارات ولكن بالمقابل على الشركات تقب ل فكرة الاختلافات بين دولة وأخرى والتعامل معها باعتبارها أمرا واقعا .
وسل ط بادليسياه عبد الغني الضوء على دور الاستثمار الأجنبي المباشر في النهضة الاقتصادية بماليزيا والذي مكنها من تسجيل معدلات نمو تتجاوز 9 بالمائة على مدى العقد الماضي .. مشيرا إلى أن ماليزيا تتنافس مع جميع دول العالم في تقديم التسهيلات والحوافز الجاذبة للاستثمارات الأجنبية حيث يزيد النشاط الاقتصادي من التفاعل والعلاقات الإيجابية بين الدول .. مطالبا الشركات بتحقيق التوازن بين استثماراتها وعلاقاتها بالحكومات.
وقال مشعل كانو إنه تعل م خلال مسيرته في عالم الأعمال ألا يدخل إلى دولة ويستحوذ على كل شيء فيها وإنما يعمل على أن يكون لديه شريك محلي يعرف السوق والعادات واحتياجات السكان .. مشيرا الى أن المستثمر يرغب قبل كل شيء في جني الأرباح والعوائد ولكن عليه في الوقت نفسه أن يراعي القيم المحلية ويفيد المجتمع.
وأكد أن التشريعات القانونية هي مفتاح التسهيلات التجارية ..
مطالبا الشركات بالقيام بالمزيد من أجل توفير الوظائف للشباب .. ودعا إلى التركيز على استقطاب الشركات المحلية أكثر من الأجنبية لأن الشركات المحلية هي التي ستجعل الاستثمارات الأجنبية تأتي من خلالها.
ويتضمن المنتدى في نسخته الثانية عشرة التي تختتم غدا عددا من الجلسات التي ستناقش موضوعات حساسة لبيئة الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم ومن أبرزها أهمية الدبلوماسية في التبادل التجاري عبر الحدود والهجرة والقدرات والموانئ والبنى التحتية بما يعزز الشراكة بين الهيئات والشركات العالمية المهتمة بمجالات الاستثمار المختلفة.