لوكسمبورغ ـ بترا
وقّع وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده في لوكسمبورغ اليوم الخميس مع المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم ووزراء داخلية 12دولة من دول الاتحاد الأوروبي الإعلان المشترك لاتفاقية شراكة الحركة والهجرة والأمن بين المملكة الأردنية الهاشمية والاتحاد الأوروبي، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء العدل والداخلية لدول الاتحاد الأوروبي المنعقد في لوكسمبورغ.
ويأتي التوقيع على الإعلان كمحطة هامة على طريق العلاقات الأردنية الأوروبية وخاصة بعد حصول الأردن على الوضع المتقدم مع الإتحاد الأوروبي عام 2010 وفي إطار التقدير للشراكة المتميزة التي تجمع المملكة والاتحاد الأوروبي والدور المتميز الذي يلعبه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واشار وزير الخارجية ناصر جوده الى الجهود الاردنية المستمرة في تعزيز الامن والسلام في المنطقة ومحاربة التطرف والارهاب وان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ظل ورغم الظروف الصعبة المحيطة في المنطقة واحة امن واستقرار وملاذا للمحتاجين.
و اكد وزير الداخلية الايطالي انجيلينو الفانوالذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، ان الاردن كان وسيبقى شريكا استراتيجيا موثوقا وذو مصداقية عالية، مشيرا الى الجهود الذي يبذلها الاردن في استقبال اللاجئين السوريين.
من جانبها ذكرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم ان الاتحاد الاوروبي يثق بالشراكة مع الاردن وانه يتطلع الى المزيد من التعاون والتنسيق وشكرت المملكة على دورها المحوري في المنطقة.
وينص الإعلان على تعزيز التعاون بين المملكة والاتحاد الأوروبي في مجالات تشمل الهجرة والأمن وتسهيل حركة تنقل الأشخاص، حيث سيدخل الاردن في المرحلة اللاحقة، وحسب الملاحق المنصوص عليها في الإعلان، بمفاوضات مع الاتحاد الاوروبي حول مجموعة من القضايا تشمل تسهيل إجراءات الحصول على التآشير لشرائح محددة من المواطنين الأردنيين من المرضى والطلاب ورجال الأعمال وموظفي الدولة، وذلك كخطوة أولى.
كما سيتم أيضاً التفاوض على توفير فرص أفضل للأردنيين الذين تتوفر فيهم المؤهلات للتنقل بين الأردن وأوروبا لغايات الدراسة أو التدريب أو العمل، ووضع آلية واضحة لمعادلة الشهادات الأكاديمية الأردنية بمثيلاتها الاوروبية، بالإضافة الى تبادل الخبرات وتدريب الكوادر الأردنية العاملة في مجالات الهجرة والحدود والأجانب ورفع كفاءة هذه الكوادر وتطوير الأجهزة والمعدات العاملة في المطارات ونقاط الحدود الأردنية وكذلك تحديث وتطوير وثائق السفر والوثائق الشخصية لتتساوى مع المعايير الأوروبية.
وفي ما يخص الهجرة غير المنظمة، فإنّ الإعلان يحث المملكة والاتحاد الأوروبي على التعاون في مجال مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وإنشاء إدارة مستقلة خاصة بشؤون الهجرة واللاجئين بتمويل من الإتحاد الأوروبي.
وكان الإعلان رسميا عن بدء الحوار حول الإعلان المشترك بين المملكة والاتحاد الأوروبي لشراكة الحركة والهجرة والأمن قد تم في كانون الأول 2013 على هامش زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى بروكسل واجتماعاته مع كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي.
ومن الجدير بالذكر ان 12دولة أوروبية وقعت إلى جانب الأردن على إعلان الشراكة وهي: " فرنسا، ألمانيا، اسبانيا، ايطاليا، اليونان، الدنمارك، السويد، قبرص، البرتغال ، هنغاريا ، رومانيا ، بولندا"، كما ان الاردن هي الدولة الشرق أوسطية الأولى التي توقع على مثل هذا الإعلان.
والتقى وزير الخارجية ناصر جودة ايضا مع المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين انطونيو جوتيرس،وتم بحث اخر المستجدات وتداعيات استمرار الأزمة السورية وانعكاساتها الإنسانية على دول الجوار خاصة الأردن وسبل التعامل مع ملف اللاجئين السوريين.
وجرى في هذا السياق بحث التحضيرات الجارية لعقد "مؤتمر اللاجئين- دعم الاستقرار في المنطقة" في الثامن والعشرين من الشهر الحالي في برلين. واتفق الجانبان على بلورة مخرجات واضحة وغير تقليدية للمؤتمر.