الصناعات الاميركية للطيران

حققت "بومباردييه" انتصارا قضائيا على منافستها الاميركية بوينغ وادارة الرئيس دونالد ترامب بعد ان قررت هيئة مستقلة في الولايات المتحدة تجميد رسوم جمركية ضخمة على استيراد طائرات تنتجها المجموعة الكندية للصناعات الجوية.

ورأى اعضاء اللجنة الاميركية للتجارة الدولية  بالاجماع ان الصناعات الاميركية للطيران وخصوصا مجموعة "بوينغ" لم تتأثر ببرنامج "بومباردييه".

وكانت وزارة التجارة الاميركية اعتبرت في كانون الاول/ديسمبر ان الطائرات الكندية الصنع ذات الحجم المتوسط "سي-سيريز" (100-150 مقعدا) تحظى بدعم من الحكومة الكندية وتباع بسعر ادنى من سعر الكلفة.

وفي مسعى لحماية الشركات والعمال الاميركيين الذين يعانون على حد قولها من المنافسة غير العادلة، فرضت ادارة ترامب رسوما بنسبة 212,29% لتعويض الدعم الحكومي الكندي وضريبة لمكافحة الاغراق بنسبة 79,82%.

واشادت بومباردييه على الفور بكسبها هذه القضية، مؤكدة انه "انتصار لشركات الطيران الاميركية والمسافرين الاميركيين".

واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية كريستي فريلاند ان القرار يؤكد موقف كندا بان "الطائرات من طراز سي لا تشكل تهديدا تجاريا لبوينغ".

وذكرت فريلاند بان الصناعة الجوية "قطاع حيوي" لكندا ويدعم "اكثر من مئتي الف وظيفة من الطبقة الوسطى في كل انحاء" البلاد، وتعهدت بان تقدم الحكومة دعما ثابتا لصالح "الصناعة الجوية الكندية والعمال ضد الممارسات التجارية الحمائية".

واشادت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بالقرار، مشيرة الى ان مجموعة "بومباردييه" تلعب "دورا اساسيا" في اقتصاد ايرلندا الشمالية.

من جهته، علق رئيس مجلس ادارة شركة ايرباص توم اندرز "سنواصل مشروعنا سي-سيريز بعزم مع التركيز على حاجات زبائننا من الشركات الجوية ومع ايجاد المزيد من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية في الولايات المتحدة".

ووقعت ايرباص المنافس الاوروبي التاريخي لبوينغ مؤخرا اتفاقا مع بومباردييه لانتاج طائرات من طراز "سي-سيريز" في مصنعها بالولايات المتحدة.

الا ان بوينغ ابدت خيبة املها من قرار اللجنة التي "لم تلحظ الضرر الذي اصاب بوينغ جراء مليارات الدولارات من الدعم الحكومي غير المشروع" لمجموعة بومباردييه. وقالت "سندرس القرار بعمق مع نشر مزيد من التفاصيل في الايام المقبلة".

ولم توضح المجموعة الاميركية ما اذا كانت ستتقدم بطعن في قرار اللجنة مع انه لا يزال امامها خياران للاستئناف امام المحكمة التجارية في نيويورك ومن بعدها محكمة الاستئناف الفدرالية في واشنطن.
ويأتي القرار مع الاستعداد هذا الاسبوع في مونتريال لاستئناف اعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لاميركا لشمالية (نافتا) بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة.
ولجنة التجارة الدولية هي لجنة مستقلة مكونة حاليا من عضوين جمهوريين وآخرين ديموقراطيين، ومهمتها التحقق من الضرر الذي يصيب الصناعات الاميركية جراء استيراد سلع من دول اخرى.