منتدى دافوس


عرضت السعودية أمام صناع القرار الاقتصادي العالمي في منتدى دافوس أمس خريطة التحول الوطني ضمن "رؤية المملكة 2030"، بصفتها أداة تفاعلية تجمع عديدا من البيانات والبرامج الاقتصادية للمملكة.

وقال عادل الجبير وزير الخارجية، أمس في منتدى دافوس، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يريد تحويل السعودية إلى دولة قوية تعتمد على الابتكار، لتكون مثالا يحتذى به على الصعيدين العربي والعالمي، مشيرا إلى أن هذا التغيير يجب أن يكون شاملا ومتماشيا مع طموحات السعوديين ولا سيما الشباب.

وأضاف الجبير في "دافوس" السويسرية أن العالم ليس معتاداً أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة، مردفا أن هنالك من كانوا ينتقدون السعودية لأنها تسير ببطء، واليوم يحصل العكس، ولا سيما أنها تمتلك طاقة شبابية تقدر بنحو 70 في المائة من المجتمع السعودي وجلهم متواصلون عبر قنوات التواصل الاجتماعي ويواكبون التطورات الحاصلة في العالم، والآلاف منهم يدرسون في مختلف أقطار العالم من اليابان إلى أمريكا، ولديهم خبرة وطموحات، كما لديهم ثقة في الحكومة لفتح المجال لهم سواء كانوا رجالا أم نساء، وهذا ما من شأنه أن يسمح للسعودية بالمضي قدما نحو الأمام.

وتابع الجبير أنه لتحقيق ذلك وجب فتح مجالات الترفيه والابتكار والإعلام والسماح للحوار العلني والتعامل مع الفساد بطريقة واضحة، فضلا عن جلب الاستثمارات وتقديم المشاريع، ضاربا المثال بمشروع مدينة نيوم شمال السعودية المرتقب إنجازها على البحر الأحمر التي ترتكز على جلب الذكاء الصناعي.

وبحسب قناة "العربية"قال الجبير:إن الرياض أخذت على عاتقها دورا أكثر نشاطا في المنطقة للتصدي لنفوذ إيران.

وأضاف أن السعوديين يضطلعون بدور قيادي لأن هناك فراغا، وأمريكا تراجعت، وقوى الشر تسرع لملء هذا الفراغ، مشيرا إلى الدور الإيراني في الصراعات الإقليمية والنقاط الساخنة المتعددة، بينها اليمن ولبنان. 

وذكر الجبير أنه طوال 35 عاما حاولت السعودية التواصل مع إيران لكنها لم تحصل سوى على الدمار من خلال ارتكاب إيران عمليات إرهابية واغتيالات وتجنيد مواطنين للقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية وخارجها، مشددا على ضرورة الرد على ذلك.

وأشار وزير الخارجية إلى أنه "عندما تحاول السعودية إضعاف «حزب الله» اللبناني من أجل تقوية الدولة اللبنانية فذلك سلوك إيجابي"، أما في اليمن فقد استجابت السعودية للنداء بغية دحر الانقلابيين الحوثيين بالتعاون مع الحلفاء في الخليج، مضيفا أن السعودية تتعاون أيضا مع بقية العالم العربي من أجل عزل إيران وقطع دابر توسعها الخبيث في المنطفة. ومن جهته، قال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، في دافوس أمس إن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 120 مليون برميل يوميا في الأعوام الـ 25 القادمة.

وأضاف الفالح خلال مشاركته بطرح ما تتخذه المملكة من خطوات في سبيل توظيف مقومات المملكة لإنتاج الطاقة المتجددة، "أن طفرة النفط الصخري الأمريكي ليست تهديدا لأن إنتاج المكسيك وفنزويلا يتراجع، ولا أرى بوادر على تباطؤ كبير في الطلب على النفط".

وقال الفالح في تغريدات عبر حسابه في "تويتر": "على هامش منتدى دافوس الاقتصادي أكدت في الحوار الذي أقيم حول السعودية في دافوس 2018 سعينا الحثيث إلى تعزيز ريادة المملكة في صناعة الطاقة ورفع تنافسية القطاع الخاص وإيجاد قيمة مضافة أكبر في صناعات البتروكيماويات والتعدين والطاقة المتجددة".

من جانبه قال المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية إن شركة تتطلع إلى التوسع في الولايات المتحدة، حيث تجعل التخفيضات الضريبية التي استحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ودعمه لصناعة النفط، مناخ الأعمال أكثر جاذبية بشكل متزايد.

وقال الناصر في مقابلة مع "رويترز": "نتطلع إلى فرص جديدة للأعمال في الولايات المتحدة، ومع خفض الضرائب سيكون الأمر أكثر ربحية.. إنه جزء من استراتيجيتنا لتنمية أنشطة أعمالنا في أمريكا".

وأضاف على هامش المنتدى: "إدارة ترمب تتخذ موقفا إيجابيا من قطاع الطاقة. ما دام ما يفعلونه يصب في مصلحة الجميع والاقتصاد الأمريكي ينمو، فنحن سعداء. صناعة النفط بأكملها تستفيد من الإدارة الحالية".