رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس

 بعد شهرين من المفاوضات غير المثمرة مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي وعزلة متزايدة لوزير المالية يانيس  فاروفاكيس من قبل نظرائه الاوروبيين، تريد اثينا اعطاء دفع جديد من خلال اجراء تعديلات على فريق خبرائها.

واوضح بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء الكسيس تسيبراس ان "اعادة تشكيل" فرق المفاوضين تهدف الى تشكيل "فريق سياسي" مكلف تعزيز التنسيق والتواصل بين فريق اليونان وفريق بروكسل.

وتريد اثينا تسريع المحادثات التي تراوح مكانها للتوصل الى اتفاق مع الجهات الدائنة بينما تبدو اليونان على شفير الافلاس.

وكان تسيبراس اعلن ليل الاثنين الثلاثاء لقناة "ستار تي في" اليونانية ان "هدفنا هو التوصل الى اتفاق اول هذا الاسبوع اذا امكن او الاسبوع المقبل على ابعد تقدير".

وتابع "اعتقد اننا اصبحنا قريبين من تحقيق ذلك".

وتم تكليف يوكليديس تساكالوتوس الوزير المساعد للشؤون الخارجية الذي يتولى ايضا العلاقات الاقتصادية الدولية بدور منسق لفريق خبراء اليونان.

وتساكالوتوس (55 عاما) وهو استاذ للاقتصاد في جامعة اثينا يتجنب الظهور في وسائل الاعلام على عكس فاروفاكيس.

كما من المقرر ان يمثل يورغوس هولياراكيس خبير الاقتصاد العضو في فريق الخبراء الذين يعملون على الاعداد لاجتماعات وزراء مالية منطقة اليونان، بلده ضمن مجموعة بروكسل التي تضم خبراء من اليونان والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي والية الاستقرار الاوروبية وصندوق النقد الدولي.

وبحسب وسائل الاعلام اليونانية فان هولياراكيس القريب من نائب رئيس الحكومة يوانيس دراغاساكيس يحل محل نيكوس ثيوخاراكيس القريب من فاروفاكيس.

وعلق مصدر اوروبي بالقول ان التعديلات تحمل على الامل بالبدء بحل "الخلل" بين الفرق العاملة في اثينا من جهة والاخرى في بروكسل من جهة اخرى.

واشار مصدر اوروبي اخر رفض الكشف عن هويته الاثنين الى ان التعديلات "مرحلة ضرورية لانه من السهل اكثر التعامل مع فريق تسيبراس".

الا ان الحكومة اكدت على ان الفريق "يظل تحت اشراف فاروفاكيس" الذي يحظى "بدعم الحكومة".

وبات فاروفاكيس خبير الاقتصاد "الماركسي الليبرالي" كما يقول موضع انتقادات من قبل بعض نظرائه من منطقة اليورو بسبب رفضه الالتزام ب"الاصلاحات" التي تطالب بها الجهات الدائنة من اجل خفض النفقات العامة.

وكان فاروفاكيس انتخب نائبا في كانون الثاني/يناير دون ان يكون عضوا في حزب سيريزا من اليسار المتطرف برئاسة تسيبراس.

وكان تعديل فرق المفاوضين الذي اعلن عنه الاثنين امر لا بد منه بعد اجتماع الجمعة لمنطقة اليورو في ريغا الذي ساده جو من السلبية ازاء فاروفاكيس على ما يبدو لان شركائه يحملونه مسؤولية عدم احراز تقدم في المفاوضات.

واعربت منطقة اليورو عن "قلقها حول التقدم المحدود في المفاوضات" بين اثينا والجهات الدائنة، وعن اسفها لعدم التوصل الى اتفاق بعد.

وكدليل على الاجواء المتوترة كتب فاروفاكيس الاحد على تويتر مقولة للرئيس الاميركي السابق فرانكلين روزفلت في 1936 عندما كان يخوض صراعا ضد المصالح المالية "يجمعون على كراهيتي. وكرههم لي يفرحني"، وعلق فاروفاكيس بالقول "انها مقولة قريبة مني (ومن الواقع) هذه الايام".

وبحسب تسريبات الصحف اليونانية الصادرة الاثنين، فان اثينا تتجه فعلا نحو تسوية مع الجهات الدائنة. اذ يبدو ان الحكومة مستعدة لارجاء زيادة الحد الادنى للاجور مع انه كان من وعود الحملة الانتخابية، وعلى اتخاذ اجراءات لوقف التقاعد المبكر. كما انها مستعدة على ما يبدو للحد من رواتب التقاعد الاضافية المرتفعة ولفرض ضريبة جديدة على الرحلات الفاخرة الى الجزر اليونانية.

واورد موقع ايفيمريدا ان الحكومة اليونانية مستعدة ايضا لتخصيص قسم من عائدات الخصخصة لاعادة تسديد ديون دولية وقسم اخر من الضمان الاجتماعي الذي يشهد تراجعا كبيرا في امواله.

وصرح تسيبراس لقناة "ستار تي في" ان حكومته مستعدة للتفكير في عدد من الخصخصات.

واوضح ان حكومته تريد توقيع اتفاقات شراكة خصوصا حول ادارة مرفا بيرايوس. وشدد "هذه هي التنازلات التي سنقوم بها في حال التوصل الى اتفاق".

واغلقت بورصة اثنيا الاثنين مع ارتفاع ب4,37% بينما تراجع معدل عائدات السندات اليونانية التي تستحق بعد عشر سنوات الى 11,8% في مقابل اكثر من 12% الاسبوع الماضي.