القاهرة ـ أ ش أ
صدرمؤخرا عن دار العين كتاب "الراوي الشبح.. شعرية الكتابة في نصوص الشاعر جبران خليل جبران" للشاعرة الدكتورة فاطمة قنديل مدرس الأدب العربي بجامعة حلوان.
وترى قنديل ان الابحار وراء نصوص جبران هومتاهة بسبب غزارة المادة المنتجة حول اعماله لكنها تعتقد ان نصوصه كذلك توارت وراء اسطورة نسجها معاصروه من ناحية ونسجها هونفسه _ حول نفسه _ من ناحية أخرى
يدرس الكتاب نصوص جبران كما يضعها في سياق علاقات نصية بنصوص اخرى سواء عبر ربط التشكلات النصية في نصوصه بملامح مدرسة ادبية بعينها او تلك التي عقدت صلات مقارنة بين نص الكاتب ونص كاتب اخر في سياق دراسات الادب المقارن .
وتنحاز قنديل في مجال دراسة جبران الى ما تسميه "شعرية الكتابة" معتبرة ان اهم سمات كتابته هي انه كاتب وقف بين عالمين، عالم الثقافة العربية التي نشأ فيها وعالم ثقافة المهجر الذي سافر اليه في الولايات المتحدة الامريكية حيث تفرغ في نهايات حياته للكتابة باللغة الانجليزية الا فيما ندر.
وتشير قنديل الى انه لا يمكن دراسة جبران الا على ضوء الجدل بين الانا والاخر الذي كان دائما ينظر في اتجاهين في آن ويكتب نصا واحدا متسعا ينسخ خيوطه من هاتين الثقافتين.
في الكتاب الذي يقع في 356 صفحة من القطع الكبير، تفضل قنديل استخدام مصطلح شعرية الكتابة بدلا من شعرية "النثر"، لأن كتابات جبران خلت من التعارض بين النثر والشعر من ناحية، ومن ناحية اخرى هي كتابة نسيج من كل هذا معا، وتتواشج فيها كذلك تقنيات الشعر كالاستعارة والتشبيه مع السرد والصورة المشهدية، كما يتبطن الغموض بالوضوح وتنفلت الكتابة لتسري في أنواع أدبية متعددة.
يؤمن الكتاب بان نصوص جبران تمثل تجليا فريدا لما يعرف بتداخل الاجناس، ويتحتم ان تتخذ استراتيجيات مختلفة للقراءة وقد تعاملت الدارسة معها على تنوعها كنص واحد دون النظر الى ترتيب ظهورها تاريخيا.