الأمواجُ البَريَّة للكاتب إبراهيم نصر الله

تعتبر الأمواجُ البَريَّة سرد روائي مُعتَّق بخمرة الشِعر، يرتكز على جدلية الوطن والكتابة، حيث تكاد تكون ضرباً من التنبؤ بانتفاضة في مهدها؛ وبلغةٍ أدبيةٍ حداثية تقذف بنا بعيداً إلى أرض مرتبكة، تحاول التقاط المرئي من الصور المبعثرة عن "الوطن الفلسطيني" وتعيده إلى سماء الذاكرة, الوطن الذي تتماهى فيه كل المستحيلات التي تنشئها الحياة بكل تعقداتها وصراعها مع عدو لا يرحم, وبالتالي هي رواية عن العبث اللامتناهي في المكان والإنسان، ومجهود لانتزاع شيء ما من الفرح؛ بقلمٍ له هويته الصافية، الثابتة، والحيّة، كان شاهداً على عصره ولم يزل.

وتصدَّر العمل في طبعته السادسة عنوان لمؤلف الرواية إبراهيم نصر الله "بمثابة مقدمة, عن نهاية من نوع آخر" تحدّث خلالها عن  الوطن المحتل ونشأته في ربوعه والظروف التي أحاطت بكتابة "الأمواج البرية" ورأي النقاد في الرواية ومما جاء فيها: "لقد انقسم النقاد الذين تناولوا (الأمواج البرية). فبعضهم تعامل معه كشكل فنيّ جديد في الكتابة العربية. وبعضهم تعامل معه كسيناريو أدبي، أما أكثر النقاد فقد تعاملوا معه كرواية مختلفة. ولكنه في النهاية، وبعيداً عن أي تصنيفات، هو ذلك الكتاب الذي تعلمتُ فيه حرية  الكتابة وعشتها. آملاً أن ينتقل هذا الإحساس إلى القارئة والقارئ ليعيشا فيه حرية القراءة بكل ما فيها من انطلاق!".

ووصفها عدد من الكتاب بأنها "رواية سينمائية تؤسس لنمط كتابي جديد، وتعبير جمالي تقوم أركانه على قاعدة الرؤية البصرية. عمل يمكن القول فيه إنه يمشي ويرى ويتكلم، وهذا هو جوهر السينما الذي لا يختلف حوله اثنان", فيما قال آخرون أن الأمواج البريّة سعي لتقديم شكل فني جديد: سرد روائي، حوار مسرحي، روح شعرية، ولغة سينمائية منحته طاقة إنسانية مفعمة بروح متألقة، ومغامرة تتضح ملامحها خلال سيرها ولجّتها، وحضور للخبرات النفسية والتاريخية والروحية والرؤية الفكرية والجمالية والوعي، وإبراز لملامح الصراع عبر شخصيتين مركزيتين : البحري، وشلومو، ويُحسب لنصر الله هنا أنه دفع القارئ للمشاركة الممتعة الفاعلة للقيام بدور المخرج السينمائي لهذا العمل".