القاهرة - فلسطين اليوم
يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء"، لـ"الجاحظ".
ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم، وعرفهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، خاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وصور من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيًا وحسيًا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القارئ إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه.
وفي إحدى القصص التي رواها الجاحظ قال: اشترى بخيلًا قطعة لحم وراح إلى بيته وأعطى اللحم لامرأته كى تطبخه، ثم خرج إلى عمله ورجع بعد ساعات وهو ينتظر أن يأكل وجبة شهية، لكن امرأته وضعت على المائدة بعض أصناف ليس فيها اللحم، فسأل الرجل امرأته: أين اللحم؟ قالت: أكله القط، فأسرع الرجل وأمسك القط ووضعه فى الميزان ووزنه ثم صاح بامرأته: هذا وزن اللحم فأين القط؟!