كتاب "الصحافة العربية في فلسطين"


خلص كتاب "الصحافة العربية في فلسطين" لأستاذ الإعلام في جامعة بيت لحم قسطندي شوملي، إلى أنَّ الصحافة لعبت دورًا مهمًا في ميدان الثقافة والأدب على الرغم من الظروف التي أحاطت بها، وحددت إطارها العام والخاص في كثير من الأحيان.


ويستعرض الكتاب الذي جاء في ثلاثة فصول، والصادر عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع في عمان، واقع الحياة الصحافية في فلسطين منذ العهد العثماني حتى قيام السلطة الوطنية من حيث تاريخ الصحافة، وما تميزت به، وأهم الخصائص لكل فترة، فضلًا عن أساليب العمل والتحديات والتأثير الذي تركته، وأهم الصحف والمجلات ووسائل النشر التي ظهرت في هذه الفترات في المدن المختلفة.


ويتطرق إلى أهم تراجم ورواد الصحافة العربية في فلسطين وأبرز الشخصيات الأدبية، والإعلاميين العرب الذين عملوا في فلسطين، والإعلاميين الفلسطينيين الذين عملوا في البلاد العربية، إضافة إلى التشريعات الصحفية وقانون المطبوعات والرقابة.


وصرَّح شوملي، بأنَّ "الصحافة العربية في فلسطين استطاعت أن تؤدي دورًا في خلق حالة من التثقيف والتوعية، بسبب ارتباطها بالأدب الذي رفع من قيمتها عبر نشرها للأفكار الحديثة وإذاعة المقالات المفيدة، ووضع الثقافة في متناول الجميع دون أن يستبعد العوامل والظروف التي قيدتها أحيانا كثيرة كالرقابة وعدم القدرة على إصدار الصحف والمجلات".


وأضاف: "الصحافة في تلك الفترات كانت وسيلة للدفاع عن القضية الفلسطينية لا سيما في فترة الانتداب البريطاني، حيث أرخت حياة شعبنا واعتبرت مرجعًا أساسيًا عند الكتابة عن تاريخ فلسطين وأهم الأحداث والظروف التي مرت علينا".


ولفت إلى أنَّه في معظم الأوقات لم يكن هناك جوًا مستقرًا في حياة الكثير من الكتاب والمفكرين ورجال السياسة، ما حال دون نشرهم لأفكارهم في كتب منفصلة، وبالتالي كانوا يلجؤون إلى نشر كتاباتهم في صحف ومجلات مثلت مرجعًا أساسيًا يعتمدون عليه.


وأوضح أنَّ إصدار هذا الكتاب جاء لحاجة ماسة لتوثيق هذه الصحف والمجلات والمنشورات وما احتوت عليه من مواد مهمة سياسية وثقافية للحفاظ عليها وتمكين أي باحث من العودة لها والاستفادة منها عند الكتابة في مواضيع مختلفة.


واعتبر شوملي أنَّ فترة الانتداب البريطاني من أهم الفترات في حياة الصحافة العربية في فلسطين، حيث سمح بإصدار صحف ومجلات لم يكن يسمح بإصدارها في العهد العثماني، ما أدى إلى خلق حراك سياسي وجعل الأحزاب السياسية تستعين بها لنشر أفكارها والدفاع عن مبادئها، إلا أنَّ إصدار قانون المطبوعات البريطاني الجائر في العام 1933 حد من إصدار الصحف وقيد من حرية الصحافة، وتعرضت الكثير من الصحف إلى التوقف والحجز والمنع والمصادرة والملاحقة بدعوى مخالفتها النظام.


وأشار إلى الدور الذي لعبه الكتاب العرب بالكتابة فيما بعد بالجرائد الفلسطينية بعد صدورها وتوزيعها كجريدة فلسطين، الأمر الذي كان له الأثر في تطوير الصحافة عبر الإقبال على قراءتها والاطلاع عليها، ما مكن هذه الصحف من إنشاء صفحات أدبية واقتصادية متخصصة.


وحول واقع الإعلام الفلسطيني في الوقت الحالي، قال شوملي: "الإعلام الآن يحاول أن يؤدي رسالة مهمة وكل المواثيق الفلسطينية التي وقعت عليها السلطة تجيز حرية التعبير عن الرأي بصورة كاملة، لكن هناك تحديات تكمن في الحفاظ على وسائل الإعلام من تحقيق أهداف تجارية دون أن تستطيع الحفاظ على رسالتها في التثقيف والتوعية وخلق المواطن الصالح".


وتابع: "ينقص بعض الصحف وجود أصحاب الأقلام التي تكتب، فمعظم ما تنشره هو نقلا عن وكالات الأنباء، وهنا تبرز الحاجة إلى استقطاب أصحاب الأقلام للكتابة في عديد القضايا المجتمعية"، مشيرًا إلى أن بعض الظروف السياسية والاقتصادية والرقابية تحد من قدرة بعض الصحف على تطوير نفسها ومادتها الصحفية رغم محاولتها بقدر المستطاع أن تكون موضوعية ومفيدة.


وفيما يتعلق بالإعلام الالكتروني، يرى شوملي أنَّ هناك فوضى واضحة أظهرت جانبا سلبيا له، نظرا لنقص الثقافة التقنية لدى المستخدمين وعدم وجود تشريعات خاصه به.


وحول دور الإعلام في مخاطبة العالم الخارجي، أوضح: "إننا بحاجة إلى مخاطبة العالم بلغته للدفاع عن قضيتنا الفلسطينية وإظهار حقيقة ما يحدث على الأرض وتوسيع نطاق الانتشار من خلال إصدار صحيفة ناطقة باللغة الانجليزية، كذلك تمويل الإعلام ليتماشى مع حجم التطورات الحاصلة، والحرص على أن  يتضمن وباستمرار حاجات شعبنا للعيش بسلام واستقلال وإدارة شؤونه وإبراز ثقافتنا وأفكارنا".