مهرجان خطوات

يوم آخر مضى من عمر مهرجان خطوات الدولي السينمائي للأفلام القصيرة تميزت عروضه بأفلام غلب عليها الطابع الوجداني المفعم بأحاسيس ومشاعر تأرجحت ما بين الشوق والحنين إضافة لقصص الحب ذات النهايات الحزينة وهي محاور غالبية أفلام المسابقة الرسمية التي تلاها أيضا مجموعة من الأفلام خارج المسابقة كانت كلها سورية بامتياز.
وبدأت العروض السينمائية بفيلم “كالحمام الزاجل” للمخرج حنا كريم الذي يتحدث عن قصة عائلة من حلب القديمة قررت العودة للعيش هناك رغم ظروف الحرب والاشتباكات التي طغت على المكان الذي يحمل تفاصيل حياتهم وذكرياتهم المختلفة أما فيلم “رحيل” للمخرجة حنان سارة فقد تمحور حول علاقة حب من طرف واحد من قبل أب وابنه لنفس الفتاة التي تقرر الرحيل عنهم لأنها تعتبرهم أبا وأخا لها.
كما تناول فيلم “ما زلت هنا” للمخرج سامي فرح معاناة فقد الحبيب من خلال الإضاءة على قصة فتاة يتوفى حبيبها بظروف معينة وتستمر في زيارة قبره بشكل يومي لتختتم العروض الرسمية بالفيلم الوثائقي “أوكتان 98 ” للمخرج الأردني ليث العرينات الذي يتناول فيه مسألة تهريب البنزين التي تعد عملا رائجا جدا لتأمين هذه المادة إذ يظهر الفيلم تفضيل السائقين شراء المحروقات المهربة على النظامية لرخص ثمنها وجودتها وتوافرها الدائم.
وفي حديث لنشرة سانا الثقافية أوضح حنا كريم مخرج فيلم “كالحمام الزاجل” أن عمله فيه الكثير من المعاني المرتبطة بتهجير السوريين من أرضهم وشوقهم وحنينهم الدائم للعودة اليها وهذا ما حاولت العائلة السورية القيام به فعلا في إشارة منه لتعميم أمل العودة لدى الناس مبينا انه من المهم إرسال رسالة من حلب إلى جميع العرب والسوريين في المهرجان تؤكد على صمودهم وحتمية عودة من خرج منهم وهذه هي رسالة الفيلم الذي صورت جميع مشاهده في منطقة ساخنة وصممت على انجازه وأراه فيلما فنيا بعيدا عن الوثائقي كما يحب بعض النقاد تصنيفه مشيرا الى ان الفيلم قد صور بإمكانات مادية محدودة وكان سيبدو بشكل افضل لو وجدت له جهة متخصصة تدعمه انتاجيا وتقنيا.
أما مخرج عمل “ما زلت هنا” سامي فرح فاعتمد في فيلمه على حبكة تخدع المشاهد ليظن في البداية ان الفتاة العاشقة هي المتوفاة ليكتشف اخيرا انها حية وفقدت حبيبها في حادث معين فالفيلم على حد قوله يحمل رسالة تؤكد على استمرارية الحب في حال كان حقيقيا وصادقا مؤكدا ان هناك تفاصيل كثيرة في السيناريو المكتوب تم إلغاؤها اثناء التصوير نظرا لعدم كفاية المعدات المتوافرة لتجسيدها بالشكل المطلوب.
وبين الناقد والمخرج السينمائي بشار عباس في مداخلته النقدية ان فيلم كالحمام الزاجل يحمل أبعادا روائية ويقدم وثيقة عن حلب بطريقة واقعية منبثقة من قلب الحدث ما أعطى الفيلم نقطة قوة جيدة لكن مشكلته الوحيدة تكمن في صعوبة تصنيفه واختلاف مستويات الرؤية فيه.
وعن فيلم “رحيل” تحدث عمار أحمد حامد مدير المهرجانات في المؤسسة العامة للسينما عن مشاهدته المتكررة للفيلم المدرج ضمن مشروع سينما الشباب والمنتج عام 2013 دون ان يفهم بعض الرمزيات التي أغرق بها ولا سيما المزامير الآشورية البعيدة بعدا تاما عن مضمون الفيلم منوها بجودة النص وتميزه ونجاح اختيار اللقطات وأحجامها التي اعطته ميزة تقنية ولا سيما أنه مصور دون استخدام الشاريو والكرين لكن طول العمل زمنيا أثر على مضمونه بشكل واضح.
في هذا السياق راى المخرج والناقد المهند حيدر أن فيلم “ما زلت هنا” يحمل فكرة جريئة بزمن قصير كما أن بساطته اعطته سلاسة بدت واضحة في مشهدية الفيلم المتميز بألوان معاكسة للخلفية لكن إيقاعه الذي أتى على وتيرة واحدة يعد نقطة سلبية تسهم في ملل الجمهور وجعله يستعجل وقوع الحدث التالي.
واعتبر حيدر أن الفيلم الوثائقي “اوكتان 98 ” من الأعمال التي تهم مجتمعا محليا بعينه دون ان تثير فضول المعرفة لدى مشاهد من بيئة أو بلد آخر مشيرا الى ان العمل بمجمله يعد وثيقة لها اهميتها على اعتبار انه منتج من قبل جهة حكومية ويتناول مسألة تهريب مادة البنزين .
كما عرضت ضمن برنامج الأفلام المدرجة خارج المسابقة أربعة أعمال لمخرجين سوريين شباب وهم “حنين” للمخرج أحمد طلحت حمدي و “حكي” من إخراج بطرس صايغ و “رحلة سيئة” لعبد الرحمن الشعيري إضافة لفيلم “مبارح عادي” للمخرجة ديانا قاسم.