رام الله - فلسطين اليوم
انطلقت فعاليات المهرجان الدولي الخامس لمسرح المضطهدين، وينظمه مسرح عشتار في رام الله، تحت عنوان «معاً من أجل حياة كريمة»، بمسرحية «المرياع والقرقاع»، وناقشت عدة قضايا تعكس صعوبات الحياة في الأغوار الفلسطينية ومساعي الاحتلال بالسيطرة عليها بشتى الوسائل.
و»المرياع والقراع» مسرحية منبرية من إنتاج مسرح عشتار، وإخراج إيمان عون، وبطولة: إدوار معلم، ومحمد عيد، ومنيرة الزريقي، وعطا ناصر، ورامي درويش، وبيان شبيب (الجوكر)، وهو عمل مبني على بحث ميداني، ولقاءات مع عدد من المؤسسات الأهلية والحكومية الفلسطينية المعنية بالقطاع الزراعي على وجه الخصوص، وبالمزارعين في الأغوار أنفسهم، مع الإشارة إلى أن «المرياع» هو الاسم الدارج لدى البدو الفلسطينيين للخروف قائد القطيع، و»القرقاع» هو الجرس الذي يربط في عنقه لتلحق به النعاج.
وهذا النمط من المسرح، والمعروف بمسرح المنبر، وهو الصورة الأولى لمسرح المضطهدين، يقوم على تقديم عرض مسرحي قصير ومتماسك يطلب من الجمهور في النهاية أن يقدموا وجهات نظرهم في المشاكل المعروضة، على امل «نصرة المضطهد» في العمل المسرحي، وهذا ما تم في المشاهد الثلاثة التي شكلت مسرحية الافتتاح، وتناولت مواضيع «مافيا البطيخ» وتأثيرها على المزارع الفلسطيني كنموذج على الاستعمار الاقتصادي الزراعي في فلسطين، و»ندرة المياه» عبر حكاية حقيقية لشاب استشهد وهو يحاول الحصول على المياه بإحداث كسر في المواسير المخصصة للمستوطنات الإسرائيلية والمقامة على أرضه، وأخيراً «مصادرة الأراضي» في الأغوار الفلسطينية.
في هذا العام تساهم ألمانيا في المهرجان، وعبر مسرحية «مدرسة النساء» لفرقة «مادالينا» لمسرح المضطهدين، مقدمة تحليلاً في الأنماط الاجتماعية والثقافية التي تحدد العلاقات بين الجنسين، فيما تشارك اليونان بمسرحية «مع ذلك» لفرقة «مسرح المضطهدين الناشطة»، وتناقش تعسف أرباب العمل بحق العمال، بينما تقدم فرقة «مجموعة ديافييز» من اليونان أيضاً، عملاً حول المخدرات، وانتشارها بين الشباب، أما فرقة «مدرسة شارلوتن لوند» النرويجية، عملاً من إخراج الفلسطيني إدوار معلم، بعنوان «هاشتاغ سوزان»، ويناقش التأثيرات السلبية أحياناً لوسائل التواصل الاجتماعي.
ومن فلسطين تشارك في المهرجان بدورته الخامسة عدة فرق فلسطينية، إضافة إلى فرقة مسرح عشتار، الجهة المنظمة، والتي تقدم إضافة إلى العرض الافتتاح «المرياع والقرقاع»، بعمل «القفص» لفرقتها في غزة، ومن إخراج علي أبو ياسين، وتعكس حالة الفلسطينيين الاجتماعية والاقتصادية السياسية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من خلال تواجدهم في مراكز الإيواء، من خلال حكاية الفتاة «حنين».
أما مسرح «شارع» في الأغوار الفلسطينية، وهو مجموعة شبابية تتبع مجموعة مسرح عشتار المجتمعية في الأغوار الفلسطينية، فتقدم ومن إخراج إيمان عون، المديرة الفنية لمسرح عشتار، عرضاً مسرحياً بعنوان «محكمة»، يعرض في الشوارع والأماكن العامة، على أمل أن ينقل هموم سكان الأغوار إلى المجتمع الفلسطيني في مدن الضفة الغربية.
ويشارك مسرح «الحارة» من بيت جالا، بمسرحية «رحم» من إخراج رائدة غزالة، وتعرض مراحل زمنية مهمة في حياة عائلتين مختلفتين من حيث العمر والخلفيات والتركيبة، ويجمعهم ظروف واحد، وتأثير مشاكل الإنجاب على حيواتهم الزوجية وحالاتهم النفسية.
وكانت أسرة مسرح عشتار بدأت مسيرة مسرح المضطهدين في فلسطين، متأثرة بخطى مؤسسه في العالم، البرازيلي أغوستو بوال، لتطلق بعدها مهرجاناً دولياً لهذا النوع من المسرح التفاعلي، دخل هذا العام موسمه الخامس، بمشاركة العديد من الفرق المحلية الفلسطينية والفرق العالمية.
من الجدير بالذكر، أن مسرح المضطهدين ظهر في بداية سبيعينات القرن الماضي على يد المخرج البرازيلي أغوستو بوال، كفعل مقاوم للاضطهاد في بلاده، خاصة زمن الحكم العسكري، حيث بدأ عروضه وسط مجموعات صغيرة من عمال المصانع أو المزارعين أو السجناء أو النساء، لتنتقل التجربة إلى دول عديدة في العالم حتى حط، عبر مسرح عشتار، في فلسطين التي تعاني من مآسي وجرائم الاحتلال الإسرائيلي العنصرية منذ عقود، فلا اضطهاد أكبر من الاحتلال، فتشكلت عدة فرق مسرحية في فلسطين تقدم عروضاً في إطار مسرح المضطهدين.