عمرو موسى يوقع مذكراته

 وقع أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، مع المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة "دار الشروق"، ظهر اليوم عقدا يمنح "دار الشروق" حقوق نشر مذكراته التي ستصدر في ثلاثة أجزاء، يرى أولها النور في شهر يوليو المقبل، تحكي مسيرته الشخصية والمهنية الطويلة، التي تبوأ فيها مناصب رفيعة، منها منصب وزير الخارجية المصرية (1991- 2001)، والأمين العام لجامعة الدول العربية (2001- 2011)، بالإضافة إلى دوره البارز في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011.

وقال موسى على هامش توقيع عقد مذكراته "قررت كتابة مذكراتي إيمانا مني بحق الأجيال الحالية والقادمة في أن تعرف ما الذي جرى في وطنها في الحقب التي توليت فيها مناصب هامة سواء في الدبلوماسية المصرية أو في الجامعة العربية، أو الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011".

ونوه إلى أنه "لم يكتب يوميات، بل مذكرات سياسية تتحدث عن حقب متتالية من التاريخ المصري الحديث، وفيها بجانب المعلومات والوقائع، تحليلات وآراء، لا تتحدث فقط عن الماضي، بل تستشرف المستقبل في الكثير من القضايا".

وأضاف الأمين العام الأسبق للجامعة العربية قائلا: "أعتقد أن ما سيرد في هذه المذكرات سيكون سببا أو أساسا لمناقشات كثيرة في السياسة والتاريخ واللغة داخل مصر وخارجها".

ووجه موسى الشكر إلى الكاتب الصحفي، خالد أبو بكر مدير تحرير جريدة "الشروق"، الذي قام بتحرير وتحقيق وتوثيق المذكرات، "على ما قام به من جهد امتد لعشرين شهرا متواصلة، حتى يخرج العمل في صيغته النهائية"، وأشار الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى أنه "استغرق وقتا طويلا في المراجعة، لدرجة أن بعض الفصول راجعها عشر مرات".

وشدد موسى على أن "كتابة المذكرات السياسية جزء من العمل السياسي، وليست علامة على اعتزال السياسة كما يظن البعض؛ أنا لا أنتوي مغادرة العمل السياسي، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها مصر، والتي تحتاج إلى يقظة وتحفز كل أبنائها لخدمة وطنهم في الداخل وفي العالم العربي وفي العالم كله".

ومن جهته قال المهندس إبراهيم المعلم "إن مذكرات عمرو موسى واحدة من أكثر الأعمال في المكتبة العربية أهمية وتشويقا وتوثيقا؛ لأنه لا يكتبها فقط من موقع المراقب أو شاهد العيان، بل من موقع المشارك في صنع الأحداث/ فضلا عن أنه يكشف فيها الكثير من الأسرار التي دارت في دهاليز السياسة المصرية والعربية والدولية".

وأضاف المعلم بأن "دار الشروق" حرصت بشدة على تهيئة كل الأجواء والظروف المناسبة التي تساعد هذه الشخصية الرفيعة على تسجيل تجربته شديدة الثراء للأجيال القادمة؛ لأنه يمثل حالة متفردة في التاريخ الدبلوماسي المصري والعربي؛ فنادرا ما تجد دبلوماسيا حظى بتلك الشعبية والجاذبية والصراحة مثلما حظى عمرو موسى".

وأضاف المعلم "إن قارئ هذه المذكرات بأجزائها الثلاثة التي ستصدر تباعا سيحظى بمتعة القراءة، والتعرف على عمق التجربة الإنسانية لهذا المسئول الاستثنائي والفاعل في تاريخنا المعاصر، والتي يكشف فيها الكثير من أسراره الشخصية والعملية، التي لم تنشر من قبل". مشيدا بالدور الذي قام به خالد أبو بكر، محرر المذكرات في تحقيق وتوثيق ما جاء في المذكرات، الأمر الذي يجعلها ترتقي إلى مرتبة الوثيقة التاريخية، والاطمئنان إلى ما يرد فها عند كتابة تاريخ الحقب التي تتعرض لها.

يتناول الجزء الأول من المذكرات مسيرة حياة موسى من النشأة مرورا بالتحاقه بالسلك الدبلوماسي سنة 1958 والمناصب العديدة التي تقلدها، ومنها سفير مصر في الهند (1983- 1986)، والمندوب المصري الدائم لمصر في الأمم المتحدة (1990-1991) وصولا إلى السنوات العشر التي قضاها في منصب وزير الخارجية.

فيما يتناول الجزء الثاني من مذكرات عمرو موسى السنوات العشر التي قضاها أمينا عاما لجامعة الدول العربية، والتي شهد فيها العالم العربي الكثير من الأحداث الساخنة، سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان والسودان وغيرها من الأقطار. أما الجزء الثالث فهو معني بالفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2001، وانخراطه في الحياة السياسية المصرية، وترشحه للانتخابات الرئاسية، وصولا إلى ترأسه لجنة الخمسين لكتابة الدستور المصري سنة 2011.