مكتبة الإسكندرية

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الحادي والثلاثون من سلسلة "مراصد"، والتي تضم دراسة بعنوان "الخلافة والملك: دراسة في الرؤية الأموية للسلطة "، وهي تأليف المفكر اللبناني رضوان السيد.

وسبق أن نشر رضوان السيد دراسة تحت عنوان "رؤية الخلافة وبنية الدولة في الإسلام" ضمن أعداد سلسلة كراسات "مراصد" منذ حوالي 17 عاما، وموضوع الدراستين، هو طبيعة السلطة المسماة بالخلافة في زمن الإسلام الأول، وطبائعها اليوم في أذهان وتصورات الإسلاميين.

في الزمن الأول كان هناك تصوران، أحدهما يعتبر مشروع الدولة في الإسلام هو مشروع إلهي، وصحيح أنه معهود إقامته إلى جماعة المسلمين؛ لكن الخليفة المتولى لإنفاذه يكتسب سلطات قدسية، ليس بشخصه بل بسبب منصبه عند السنة، وبشخصه ومنصبه عند الشيعة.

أما التصور الآخر فيعتبر أن السلطة هي للجماعة أو المجتمع وتبقى كذلك، ويتولاها أمير المؤمنين بالشورى نيابة عن الأمة، وليس له عصمة في شخصه أو منصبه.

وهناك عدة عوامل وأسباب تسببت في عودة فكرة الخلافة في الزمن المعاصر؛ ومنها الثوران الديني الناجم عن الحداثة والعولمة، والفشل الذي خالط التجربة الثانية للدول الوطنية في العالمين العربي والإسلامي، والصراع الجيو ثقافي والجيو استراتيجي، على الإسلام والعرب.

ويتتبع الكاتب التطورين الهائلين في فقه الدين: تطور فكرة تطبيق الشريعة، وتحولها إلى اعتقاد في أذهان فئات من المتدينين كهولا وشبانا.. والتطور الثاني: ضرورة إقامة الدولة الإسلامية (تحت اسم الخلافة) من أجل إعادة الشرعية للمجتمع والدولة بتطبيق الشريعة، وهكذا صارت إقامة الدولة ركنا من أركان الدين باعتبار الوظيفة المستجدة لها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب!