الرباط - فلسطين اليوم
تثير رواية "هي والشيطان"، للكاتبة هذباء علي الغويلي، جدل التأويل في الدائرة الواسعة خارج السرب المألوف، بل تغرينا بالبحث عن هذا الشيطان الذي سوف يكون له مع النساء ألف حكاية وحكاية، وأولها بدأت مع إبليس الذي أغوى حواءً ووسوس لها وآدم وأخرجهما من الجنة.
وإذا كان إبليس أخرج حواءً من الجنة فإن "حواء" هذباء علي الغويلي "شذى" لم يعكر صفاءها، ولم يستطع الدنو منها أي شيطان، بعدما سمعت عن هذا الشيطان البشري (الرجل) الكثير، فقررت بقلب طاهر وأنغام حزينة وروح جريحة، الاعتصام والوحدة، تأخذها أنغامها الحزينة إلى عالم ملائكي لا سلطان فيه للشيطان ولا حكم له على رحابه فبقيت " شاطئ أمان يريح كلّ من ينظر إلى أمواجه، هي صدر يمكن أن تلقي عليه جميع آهاتك دون أن يتعب منك أو يضجر، شذى بحر من الدفء ونعمة من الحنان، وهي لوحة حزينة رسمتها الأقدار، وتفنّن اليُتم في نحت مشاعرها وتقاسيمها...".
وتغوص الروائية في أسرار العلاقة الأزلية بين المرأة والرجل، فترصد من خلال أبطالها واقعًا معاشًا ما يزال (الرجل) ينظر خلاله إلى المرأة كفريسة، وما تزال (المرأة) تنظر إلى ذاتها كضحية، مع فارق أن البطلة في الرواية ورغم مرورها بتجربة حبّ مريرة، وروما نسيتها الزائدة تُظهر وعيًا كبيرًا بموقعها في مجتمع ذكوري، وكأنها تصرخ في وجه السلطة الذكورية أن كفى!
من أجواء الرواية
"أخذت شذى جواز سفرها وقصدت بريطانيا موطن خالتها ووالدتها، وهناك تعرّفت على "جون" صديق خالتها، وسجلت في إحدى الجامعات لدراسة أصول الموسيقى وفنونها. ومن هناك اِتصلت بحصّة وربيعة وعبد الرّحمن وعمتها تشكرهم على مساعدتها ودعمهم لها. وبعد ثلاث سنوات ذاع صِيتها وكبرت شهرتها في عالم الموسيقى. وذات صباح اِستفاق عبد الرّحمن وحصّة، وربيعة التي أخذت محلّ أمجد في المركز على لافتات معلقة في شوارع المدينة تعلن عن حفل موسيقيّ خيريّ تحييه العازفة شذى فهد لفائدة اليتامى في الدول العربية الفقيرة. وفي يوم الحفل كان عبد الرّحمن وربيعة وحصّة يجلسون في المقاعد الأمامية لحضور حفلها ومشاركتها اِنتصارها على الشيّطان".