القاهرة - أش أ
في سلسلة "كتاب الهلال"، يقدم الكاتب عبد الحميد بسيوني في كتابه الجديد "شبكات المعلومات ومصير اللغة العربية" عددا من القضايا، متوجها بها إلى "كل أبناء الضاد، من مدخل أن اللغة هي العمود الفقري لتشكيل الوعي وتعميق الشعور بالولاء والانتماء، والحفاظ على الهوية".
ويرى بسيوني أن مراجعة الواقع ضرورة للمستقبل، وأن التقنيات في حد ذاتها لا تحمل فى باطنها شرورا، ومع ذلك لا يمكن إغفال أن آثارها وانعكاساتها، وارتباطها بالعولمة التي تركت آثارا على اللغات، ويصعب تجاهل هذه الآثار فى عالم اتصالات وتقنيات تأخذ اللغة فيه أهمية بالغة، وتؤثر على كيفية فهم المكتوب والمسموع، وكيفية التواصل، كما تؤثر على قدرة وحرية التعبير والاستخدام والتطور والتطوير، وتقود الإنتاج والسوق والمعلومات والعلوم والمواد المرجعية والإعلان والأعمال والخدمات وغيرهم.
ويلاحظ المؤلف أن هذه التحولات تنتج تفاعلات بين التقنيات الجديدة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن مناطق لغوية فى أنحاء العالم ستعاني، ومنها المنطقة العربية التي ستخوض صراعا لغويا ضمن محاولات الهيمنة، في ظل "هوس الانشغال بالجديد والغريب، والحذلقة والانفلات من قيود اللغة فى المدونات، ومحتوى المستخدمين والمحررات السريعة، والإذاعة الرقمية، ورسائل النصوص ولقطات الفيديو والصور المرسلة عبر الحدود"، حيث يثير ذلك كله أسئلة عن قضايا اللغات والتقنيات وملامح الكتابة والإملاء والنحو والمفردات والخطاب.
وتبدأ حروب السيطرة والهيمنة باستهداف اللغة، وكأننا على وشك بداية مرحلة جديدة ستشهد أنواعا من التقنيات والمجموعات والخدمات والنتائج، "ومن المستحيل التنبؤ بجميع الآثار الاجتماعية والثقافية للتقنيات الجديدة على جميع فئات أو كافة مؤسسات المجتمع مما يتطلب الانتباه إلى أن تأثير التقنيات على القيم والثقافة واللغة يشكل تحديا مستمرا ومتغيرا".
ويذهب عبد الحميد بسيوني إلى أن التقنيات والعولمة ليست مسؤولة وحدها عن "الانفلات اللغوي، فاليوم نواجه خطر تعليم الأطفال اللغات الأجنبية وظهور أخطار وتجاوزات الإعلانات، ونشر وانتشار أخطاء نطق الكلمات وإفساد الحس اللغوى، وأخطاء المفردات والجمل والتراكيب واستخدام المفردات الأجنبية"، ويمكن أن تصبح شبكات المعلومات بسبب جاذبيتها بديلا لجغرافيا المجتمع، وتسحب الأفراد بعيدا عن الواقع بلغة جديدة.