السينما الفلسطينية

 ناقشت ورشة عمل، مساء اليوم السبت، دور سينما الثورة الفلسطينية كرافد من روافد السينما النضالية في العالم، وذلك ضمن فعاليات أيام سينمائية.

وتطرقت الورشة التي أقيمت في مقر خليل السكاكيني بمدينة رام الله، بعنوان 'قراءة في تاريخ السينما الفلسطينية'، إلى إحياء الجيل الشاب من السينمائيين الفلسطينيين تاريخ جيل الرواد المؤسسين للسينما الفلسطينية التي اشتهرت في عقد السبعينيات بـ'سينما الثورة .. سينما الشعب'.

وأشارت المخرجة الفلسطينية، مؤسسة وحدة الأرشيف الفلسطيني خديجة أبو علي، إلى تاريخ سينما الثورة الفلسطينية كجزء من الثورة، مبينة أن هزيمة عام 1967 شكلت صدمة للجيل الشاب في تلك الفترة، حيث بدؤوا بالبحث عن طريقة لوضع موهبتهم وعلمهم وثقافتهم كمثقفين وفنانين في العمل السينمائي، الذي كان يشبه وقتها عمل الفدائي المقاتل.

وأوضحت أبو علي أن العالم وبعد معركة الكرامة كان يريد التعرف أكثر على الفدائيين، وبدأ حينها قسم التصوير يتألق، والاهتمام بالصور أصبح واسعا لتوثيق كل ما يحدث في الساحة النضالية، 'فالتطور السينمائي ارتبط بالأحداث النضالية والسياسية'.

 وأظهرت أبو علي دور المخرج الفلسطيني مصطفى أبو علي أحد مؤسسي السينما الفلسطينية الذي غادر إلى لبنان وحمل عبء إعادة تحريك الأمور وبنائها، وأنتج فيلم 'بالروح بالدم'، مضيفة أن العمل أوجد لغة سينمائية يقبلها ويفهمها الشعب ويتجاوب معها لفهم ظروفه وحل ومواجهة مشاكله، حيث نال جائزة في مهرجان دمشق، ما أتاح فرصة للعالم للتعرف على فيلم وثائقي فلسطيني يتحدث عن الثورة.

وأشارت إلى أن السينما لعبت دورا في نشر القضية الفلسطينية وفتح آفاق واسعة أمامها، لافتة إلى أنه يتم العمل لتجميع الأفلام بعد اختفاء الأرشيف الفلسطيني بعد حرب المخيمات، حيث تم تجميع حوالي 80% من الأفلام ويتم البحث عن طريقة لترميمها.

بدوره، تناول الباحث جورج خليفة، مميزات السينما الفلسطينية في الحقبة ما بين 1967-1982، على مستوى التعبير واللغة ودورها كسينما وثائقية شكلت مساحة تضامن وجذبت الكثير للانتباه إلى القضية وأعلنت نفسها سينما ثورية.

وقال: 'كان يقاس نجاح الفيلم الثوري بنفس مقاييس نجاح العمل العسكري الرامي لتحقيق أهداف شعبه، فالفيلم الثوري التزم بأهداف الثورة الإستراتيجية والتكتيكية كالعمل الثوري'.

وأضاف خليفة أن السينمائيين رافقوا الفعل الثوري، واستشهد 4 منهم أثناء التصوير وهم يحملون كاميراتهم، وكان الهدف الأسمى هو توثيق نضال شعبنا وإيصال مواقف الثورة للعالم وشرحها وتوثيق الواقع الحياتي، والمساهمة في التعبئة للعمل الثوري، ونشر صورة جديدة للعالم بدل صورة اللاجئ المستسلم لقدره.

وأشار إلى أن هذه الأفلام كانت تعرض في المخيمات والقواعد العسكرية والمدارس، واستعملت لغة كان واضحا فيها عنصر ما بعد الصدمة بسبب الواقع الفلسطيني الذي تعرض للكثير من الصدمات.

وفي نهاية الورشة عرض فيلما 'مشاهد من الاحتلال في غزة '، و'ليس لهم وجود -مخيم النبطية'، كما تم إطلاق كتاب 'سيناريو المتشائل' للمخرج مصطفى أبو علي.