جامعة شنقيط الموريتانية

وسط اهتمام غير مسبوق غصت قاعة المحاضرات بجامعة شنقيط الموريتانية الخميس بكبار الأدباء والمفكرين من خلال ندوة علمية حول الشعر الموريتاني بعنوان :"التنوع والتكامل".

الندوة التي افتتحها رئيس جامعة شنقيط الموريتانية رائد الثقافة الموريتانية الدكتور محمد المختار ولد اباه كانت مناسبة للقامات الادبية الموريتانية من رموز الشعر والأدب والثقافة وأساتذة الجامعات للحديث حول الشعر العربي في بلاد المليون شاعر.

واكد الدكتور محمد المختار ولد اباه أن تاريخ الشعر اشتهر بصفته فنّا يحلِّيه الجمال وتنبع منه الحكمة.

وتناول كبار ادباء موريتانيا خلال الندوة الفريدة من نوعها مواضيع بارزة من اهمها "إشكالية الحداثة في الإبداع الموريتاني" قدمها الاستاذ الدكتور محمد ولد بوعليبه الذي تناول فيها إشكالية الحداثة منذ نشأة الشعر الموريتاني قبل خمسة قرون على مستوى الأدب الفصيح ، واللهجي والموسيقى، ثم تناول الكلام الدكتور محمد الحسن ولد المصطفى الذي ألقى محاضرة بعنوان :"الشعر الموريتاني الحديث"، تحدث فيها عن الظروف التي اكتنفت مراحل نشأة هذا الشعر ثم أبرز عوامل تطوره وأسباب نهضته، مستعرضا أمثلة ونماذج على ذلك. وبعده أخذ الحديث الدكتور يحي بن البراء الذي ركز على "خواطر حول الشعر الجاهلي وديوان الشعراء الستة في موريتانيا"، مستعرضا ما اختطه شعراء الجاهلية من صور نمطية قرّت عليها الفنيّات التي يسير على نحوها مُنتجو الشعر في المستقبل وفرضوا على الذوق العربي استساغة طعم ونكهة خاصين، مذكرا أن الموريتانيين عرفوا الشعر الجاهلي أول ما عرفوه من خلال الشعراء الجاهليين ذلك فيما يبدو قبل عدة قرون، وإن لم يقرّ في منهاج الكتاتيب إلا في أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

وخلال الندوة اشاد الدكتور أحمد ولد حبيب الله خلال تناوله لموضوع "رؤية الآخرين للشعر الموريتاني" بشهادات رواد النهضة في المشرق والمغرب وثنائهم على الأدب الموريتاني وما ابرزوه من قيمة وقوة.

الندوة التي اثارت اهتماما غير مسبوق في وسائل الاعلام تناول خلالها الدكتور محمدّو ولد احظانّ "البعد الملحمي والأسطوري في الشعر الموريتاني الفصيح" مستعرضا سمات الشعر الحساني، ثم محددات الملحمة التي هي تعبير عن مستحيل واقعا ممكن احتمالا، ذاكرا دور التراث الهلالي الذي شكل رافدا مهما للشعر الحساني.