الباحث الفلسطيني أنطوان

استضاف مركز الموارد في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله مساء الثلاثاء، الباحث الفلسطيني أنطوان شلحت في ندوة تحدث من خلالها عن أدب الأطفال العبري.

وقال شلحت في مقدمة الندوة، إن اهتمامه بأدب الأطفال العبري جاء من زاوية صورة العربي في هذا الأدب وليس من زاوية تأثيره التربوي.

وبين أن هناك العديد من منظومات الهيمنة الفكرية داخل إسرائيل، أهمها منظومة الأدب، خصوصاً أدب الأطفال، الذي يقوم بخدمة منظومة الهيمنة من خلال ما يقدمه للطفل الإسرائيلي.

وأوضح أن تسميه الأدب العبري للأطفال، لا تعني الأدب الإسرائيلي، إذ أن الأدب العبري بدأ قبل قيام دولة إسرائيل، حيث اهتم هذا الأدب بالوجود الإسرائيلي في فلسطين وركز على قضية الهولوكوست تحديداً، وبعد قيام دولة إسرائيل خُلق نهج الأدب المجنّد، أو العسكرة، والذي سعى إلى أدلجة اليهود لخوض حرب من أجل إقامة الدولة، أما الأدب غير المجند، فقد كان غير مجند ظاهرياً، لكنه كان يبث رسائل التفافية تخدم نفس أهداف الأدب المجند.

واشار شلحت الى أن بعض هذه الكتابات ما زال يحتل رأس قائمة 'الأفضل مبيعاً' في إسرائيل، مثل سلسلة 'حسمبا' والتي هي اختصار لكلمات عبرية تعني: 'مجموعة السر المطلق التام'، وقد كتبها يغئال موسينزون، المتوفي عام 1994 عن 77 عاماً، وهي من أوائل السلاسل المكتوبة للأطفال، والتي تتحدث عن ثمانية فتيان خارقين يقومون بما لا يستطيع الكبار القيام به، وتعتبر سلسلة تأسيسية للكثير من الأجيال في إسرائيل، وما زالت كذلك إلى اليوم.

الناقد روئيل أوفيك، هاجم هذه السلسلة معتبراً إياها سم قاتل، ودعا إلى تشريع قانون يحظر مثل هذه الإصدارات.

وتحدث شلحت كذلك عن شراغا غافني، الذي ألف مئات الكتب المخصصة للأطفال، وكان يوقع بخمسة أسماء مستعارة، وجميع كتبه كانت تحمل مواقف مقولبة ضد العرب.
وتطرق شلحت كذلك بالتفصيل لكتاب إدير كوهين، 'وجه قبيح في المرآة'، وهو من أهم الدراسات التي أجريت في إسرائيل عن تأثير أدب الأطفال على صورة العربي، وقد كانت نتائج الاستطلاع الذي قام به كوهين غاية في العنصرية.

وفي النهاية تطرق شلحت إلى البحث الذي أجراه دانييل باراتال، ونشره عام 1998، والذي تطرق إلى التأثير السلبي الذي تمارسه المناهج وأدب الأطفال على صورة العربي في أذهان الأطفال، وجاء في البحث أن الأطفال في إسرائيل ما زالوا يحملون تصوراً سلبياً عن العربي، وهذا التصور يبدأ عند الطفل الإسرائيلي منذ سن الثانية والنصف، لذلك فإن الأطفال في إسرائيل يفتقرون إلى مرحلة السذاجة، ويقول بارتال في نهاية بحثه: بقي السلام خارج المدرسة، فبالنسبة للإسرائيليين، السلام هو فصل انحراف في كتاب طويل'.

بعد ذلك أجاب شلحت على أسئلة الحضور، وقدم بعضهم مداخلات حول الموضوع.