عدلي منصور

من المؤكد أن الدموع التي سالت من عيني المستشار الجليل عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا في احتفالية ثقافية مشهودة حضرتها كوكبة من الوزراء وكبار المسؤولين والمثقفين البارزين إنما كانت تظهر مدى تأثره "بثقافة الوفاء" التي جسدتها هذه الاحتفالية وستبقى طويلا في الذاكرة الثقافية المصرية.

فثقافة الوفاء جسدتها مصر قيادة وشعبا بكل معانيها الكريمة في الاحتفالية الرفيعة المستوى التي نظمتها مكتبة الأسكندرية واقيمت مساء امس الأول "الخميس" بمناسبة اطلاق لموقع الالكتروني واصدار الكتاب التذكاري الخاص بتسجيل وثائق الفترة التي تولى فيها المستشار عدلي منصور الرئاسة غداة ثورة 30 يونيو 2013 واطلاق خريطة المستقبل يوم الثالث من يوليو عامئذ.

والمستشار عدلي منصور مثقف وطني كبير أنفق أزهى سنوات العمر في رحلة بحث عن العدالة ورحلة عشق للوطن الجدير بالعشق"، ومن المؤكد أن هذا الوطن بادل منصور حبا بحب ليتحول لأيقونة جديدة باقية للأبد في الثقافة الوطنية المصرية والضمير العام لمصر وذاكرة المصريين.

فهو "مثقف العدالة" و"مفكر القانون" ويجمع بصورة لافتة مابين ضمير القاضي الباحث عن الحقيقة والشاعر الذي يطارد حلما لعله يصبح حقيقة كما وصفه بحق الشاعر والكاتب فاروق جويدة وهو الرجل الذي قال بعد أن جاء للمنصب الرئاسي المؤقت "ليال طويلة مرت علي دون أن تغمض عيني والأزمات تحاصرنا من كل جانب ولكن الحمد لله تجاوزنا ذلك كله ووضعنا اقدامنا على المسار الصحيح" .

وقال المستشار عدلي منصور في هذه الاحتفالية الثقافية :"اسأل الله أن يوفق الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق المهام المطلوبة"، مؤكدا على أن " 25 يناير ثورة شعب ضد نظام ترهل ولم يعد قادرا على تحقيق مطالب الشعب و30 يونيو كانت استعادة لوطن أوشك على الضياع وحمية لأمن 90 مليون مواطن من المجهول".

وقال الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الأسكندرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بوصفه رئيس مجلس أمناء مكتبة الأسكندرية قدم للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت السابق والرئيس الحالي للمحكمة الدستورية العليا النسخة الأولى من الكتاب الذي اصدرته مكتبة الأسكندرية توثيقا لفترة رئاسته لمصر.

وقال الدكتور اسماعيل سراج الدين إن الكتاب والموقع "رسالة فكرية للعالم وتقدير وعرفان للرجل الذي قاد مصر إلى النجاة وأنقذها من خطر الانقسام والانهيار في مرحلة فاصلة حين جاء المستشار عدلي منصور كرئيس مؤقت للجمهورية وفقا لخارطة الطريق التي اقرها الشعب لحين انتخاب رئيس جديد".

وكان المستشار عدلي منصور قد استعاد في هذه الاحتفالية الثقافية طرفا من تجربته كرئيس مؤقت لمصر وقال :"صدمت من حجم النفاق الدولي خلال فترة حكمي"، موضحا أنه كانت هناك دول تتحدث عن العقل والحداثة ليل نهار بينما كانت تمد يدها بالداخل إلى من يريد لهذا البلد العودة للوراء ووصف هذا النفاق بأنه كان "قاسيا" فيما تابع قائلا :"لكنني كنت متأكدا أننا سننتصر".

وفيما ترقرقت الدموع في عينيه وهو يستعيد مسيرة حياته، قال المستشار عدلي منصور ان "مشوار حياتي بدأ من منزل ابي العالم الأزهري الوسطي وصولا إلى فترة حكمي كرئيس للجمهورية واشكر الله على كل هذا التقدير والحب الواسع بعد مغادرتي منصب الرئاسة واسأل الله أن يتم نعمه على بلادنا".

والرئيس عدلي محمود منصور الذي ولد في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1945 كان عضوا بالمحكمة الدستورية منذ عام 1992ووصل لمنصب رئيس هذه المحكمة التي تعد اعلى محكمة مصرية في يوم مشهود انفجرت فيه الموجة الثانية للثورة الشعبية المصرية يوم الثلاثين من يونيو 2013ليتولى منصب رئيس المؤقت للدولة.