تجليات صوفية

تستضيف قاعة " بي آرت غاليري " في وسط البلد معرضا مشتركا لأعمال ثلاثة فنانين هم فدوى رمضان وأشرف إبراهيم وبهاء عامر، يستمر حتى 18 كانون الأول الجاري.

لوحات الفنانة فدوى رمضان بمثابة رحلة باطنية تتجاوز المرئيات المتعينة والسطوح العادية للأشياء، فتبدو وكأنها رؤية ميكروسكوبية للخلايا الحية للنباتات والصخور، أو هي لخلايا الإنسان ذاته، وتتركنا تلك الأعمال في حيرة: أ هي ميكروسكوبية فعلا أم أنها على النقيض تتعلق بالكون كله.

ويقول الفنان أشرف أمين إن لوحاته في هذا المعرض تعكس مرحلة بحثية تسعى لكشف الذات الولى للإنسان في تجلياتها البدائية وما قبل التاريخ، وهي أقرب ما تكون إلى أدوات الإنسان الأول.

ولوحات أشرف أمين هنا هي معالجات تقترب كثيرا من الحس الصوفي البصري في تنويعات ترد المتلقي لذاته هو كانعكاس لرؤية الفنان التي تقبض عليها اللوحة، في غير تباين كبير من لوحة لأخرى، حتى ليشعر المتلقي أنه أمام زحف ناعم من سطح لآخر، وليس قفزة بين صخور عالية.

ومن جانبه يقول بهاء عامر : العالم يمله الضجيج، مشحون بالصور، يموج بالعلاقات، تتشابك فيه الرؤى، وتتقاطع فيه الخيوط.. أشعر بالتيه في طياته، فالتمس طريقي بالرسم والتلوين، محاولا الامساك بلحظة حية، وأشرحها على قماش اللوحة، فعلى كثرة المفردات التي تكون معجم الحياة لدي، أشعر أنني أقوم بتجريد تلك المفردات من علاقاتها الحقيقية، وأزج بها في واقع مواز فتخرج ميتافيزيقية تقترب من السوريالية التي تخفي اكثر ما تظهر.

والجدير بالذكر أن القاعة نفسها استضافت يوم الأربعاء الماضي، على هامش المعرض، أمسية شعرية ، شارك فيها الشعراء عزمي عبد الوهاب ونجاة علي وعلي عطا.